للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهي من نوادره، وإن كانت العداوة لم تظهر، لكنْ قد علم بها كل أحد، ومن ثَم وحينئذٍ تنافرت قلوب ملوك الروم والمصريّين، وكفّت تلك الملوك عن مراسلة صاحب مصر، وكذا صاحب مصر، حتى إن السلطان أبا يزيد يلدرُم بن محمد بن عثمان مَلَك بعد أبيه، وله الآن نحو الأربع سنين في المُلك، ولم يقع بين المصريين وبينه مراسلة.

وكان عند خُشقدم هذا بأخرة البطش والفتك بمن أراد، وطال أمله وساء عمله، فلا جَرَم صار مَهيبًا في أواخر عمره، وقدّم الكثير من مماليكه، ورقّاهم إلى الرُتَب السنيّة، وما ثارت في أيامه فتنة كبيرة، ولا دهمه داهم.

ولما بدت الفِتَن تثور من شاه سوار، وابن (١) عثمان، وحسن الطويل بَغَتَه أجله، وما أدرك شيئًا من ذلك.

وكان كثير المكر والحِيَل، أسود الباطن.

ذكر لي من أثق به أنه كان من يهود الأرنؤوط لا من نصاراها، والصُفرة التي كانت تعلوه كانت من أعظم الدلائل على صدق هذا القائل، واللَّه أعلم.

توفي الظاهر هذا في يوم السبت عاشر ربيع الأول من هذه السنة، على ما تقدّم، بعد مرض طال به مدّة، وهو يودي به إلى أن غلبه، فانقطع به، ثم صار يرجَف بموته في كل قليل، إلى أن كان حقيقة في التاريخ المذكور، وقد قدّمنا ذلك في محلّه.

وكان سنّه نحو الخمس والستين (٢) سنة أو فوقها.

وجُهّز وأُخرجت جنازته قبل سلطنة غيره، وعُدّ ذلك من نوادره، ودُفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، وهي من آثاره، وبها مدرسة جليلة بخطبة، ورؤي بعد موته في النوم في حالة غير مرضية، واللَّه أعلم.

٤٠٦ - سالم الزواوي (٣)، المغربي، المالكي.

(الشيخ العالم السا … ... … (٤)) (٥) قاضي القضاة المالكية بدمشق.


(١) في الأصل: "وبن".
(٢) في الأصل: "وستون".
(٣) انظر عن (سالم الزواوي) في: الضوء اللامع ٣/ ٢٤٣ رقم ٩١٦ وفيه: مات في صفر سنة ثلاث وسبعين، ونيل الأمل ٦/ ٢٧٥ رقم ٢٦٩٢.
(٤) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٥) ما بين القوسين من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>