للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتلك البلاد الكثير من الخطوب والأهوال. وتنقّل بها في عدّة أماكن بطّالًا منها بطرابلس، وكنّا بها إذ ذاك.

ولما تسلطن الظاهر خُشقدم قدم إلى القاهرة، فأمّره عشرة، ثم صيّره من جملة رؤوس (١) النُوَب، ودام على ذلك إلى سلطنة الأشرف قايتباي، فأخرجه إلى أتابكية طرابلس.

وبها توفي في هذه السنة.

ورأيت من أرّخه في التي بعدها، واللَّه أعلم.

وكان سُنقُر هذا عاين عند اسمه كثير الوقاحة والجرأة من يومه، مع تهوّر زائد وإسراف على نفسه وانهماك في لذّاتها. وكان شجاعًا، مقدامًا، عارفا بكثير من أنواع الفروسية مع قوّةٍ عنده، وشدّة بِنْية بدنية.

وكان سنّه يوم مات زيادة على الخمسين سنة فيما أظنّ، أو لم يبلغها، واللَّه أعلم.

واسمه تقدّم الكلام عليه.

٤١٠ - سودون البُرْدُبكي (٢)، المؤيَّدي.

أحد مقدَّمين الألوف بدمشق، المعروف بالفقيه.

كان من مماليك المؤيَّد شيخ، وصار خاصكيّا بعده، ودام على ذلك مدّة من السنين، وهو لا يُلتفت إليه في عدّة دول، حتى تسلطن خُشداشه الظاهر خُشقدم، فأمّره عشرة، ثم ولّاه حسبة القاهرة، وباشرها بعفّة وديانة وحُسن سيرة، ثم ولّاه الظاهر يلباي نيابة القلعة، ثم لما جرت كائنة يشبُك الفقيه أخرجه الظاهر تمربُغا إلى دمشق على تقدمة ألف بها.

وبها توفي في هذه السنة.

وكان إنسانًا حسنًا، خيّرًا، ديّنًا، ساكنًا، متواضعًا، يدّعي التفقه ويقتني الكتب ويقرأ القرآن، مع حُسن سمت وتؤدة.

٤١١ - سودون الشمسي (٣)، الظاهري.


(١) في الأصل: "روس".
(٢) انظر عن (سودون البُردُبكي) في: الضوء اللامع ٣/ ٢٧٧ رقم ١٠٥٤ ولم يؤرخ له. ولم يذكره المؤلّف -رحمه الله - في نيل الأمل.
(٣) انظر عن (سودون الشمسي) في: وجيز الكلام ٢/ ٧٩٨ رقم ١٨٣٧، والذيل التام ٢/ ٢١٦، والضوء اللامع ٣/ ٢٨٠ رقم ١٠٦٤، ونيل الأمل ٣٢٠٦ رقم ٢٧١٣، وبدائع الزهور ٣/ ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>