للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرأس نَوبيّة الكبرى". ويا ليت مع هذا كان قانباي هذا ممن له أهليّة من جهة أخرى، لفضيلة أو معرفة أو ذِكرٍ حسن بصيتٍ وسُمعة، أو غير ذلك مما يكون مندوحة، واستشهد المؤلّف بالحديث الشريف "إذا وُسِّد الأمر لغير أهله فانتظِروا الساعة معلّقًا بأسلوبه الحادّ: "على أن هذه الطائفة كلها غير أهله، لكنّ النحس في هذا أظهر وأكثر وأكبر" (١).

ولم يَسْلَم السلطان "قايتباي" من انتقاد المؤلّف له، وهو سلطان عصره، ومن ذلك أنه نبّه نائب حلب في شهر جمادى الأولى سنة ٨٧١ هـ. بأن لا يمكّن أحدًا من تجار المماليك أن يدخل أراضي دولته بغرض بَيع أحدٍ من المماليك، وإذا دخل بهم عليه أن يردّه من حيث جاء، وفرح المسلمون بذلك. ولكنّ هذا التنبيه لم يُعمل به إلّا لوقت قصير، حيث دخل أحد التجار ومعه ٦٠٠ من المماليك الجُلبان، واشتراهم منه السلطان نفسه (٢)!.

ومن منهجه اللافت في عرض الحوادث الإطالة في التحليل الشخصي لقضيّة من القضايا، وكذلك التطويل في ذكر بعض الوقائع. وفي حال عدم معرفة تاريخ مولد أحدهم أو تاريخ وفاته، أو بعض المعلومات التي ندّت عنه يترك مكانها بياضًا، مقدار كلمة أو أكثر، وربّما سطر أو عدّة أسطر.


(١) الروض الباسم، ٣/ ١١٨ أ.
(٢) الروض الباسم، ٣/ ١٣٢ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>