للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان من مماليك المؤيَّد شيخ، وصُيّر خاصكيّاً بعده في دولة ولده المظفّر أحمد، حين تدبير طَطَر المملكة، واستمر كذلك مدّة مديدة في عدّة دول، لا يُلتفت إليه، ولا يؤبه به، ولا يُعرّج عليه، حتى تسلطن الظاهر جقمق، فأمّره عشرة، ودام على ذلك مدّة سنين، ثم أخرجه إلى أتابكية حماة، فدام بها مدّة حتى تسلطن خُشداشه الظاهر خُشقدم، فاستقدمه إلى القاهرة، وصيّره من الطبلخانات بها، ثم نقله إلى نيابة طرابلس دفعة واحدة على ما تقدّم في محلّه، ودام بها إلى أن كانت حركة سوار، فخرج مع النواب إليه.

وتوفي في الوقعة الأولى قتيلًا في ربيع الأول.

ولم يوقف له على خبر إلى يومنا هذا، ولا عرفت حقيقة حاله ولا كيفيّة موته.

وكان له زيادة على السبعين سنة.

وكان إنسانًا متديّنًا، عارفًا بالرمح وغيره من الأنداب، وعنده عفّة مع بعض طيش وخفّة وسرعة حركة، لا سيما بلسانه.

٤٢٤ - (قانصوه) (١) المحمدي، الأشرفي.

أحد مقدَّمين (٢) الألوف بدمشق، المعروف بخوني، وبالساقي أيضًا.

كان من مماليك الأشرف بَرسْباي، وممّن صُيّر خاصكيًّا وساقيًا في دولته، ثم امتُحن بعده وسُجن، ثم أطلق ونُفي إلى البلاد الشامية، وبقي بها مدّة، ثم استقدم إلى القاهرة، فأقام بها إلى أن تسلطن المنصور عثمان بن الظاهر، فأمّره عشرة، ودام على ذلك مدّة حتى تسلطن الظاهر خُشقدم بعد خلْع المؤيَّد أحمد.

وكان قانصوه هذا أكبر القائمين بإثارة تلك الفتنة التي خُلع فيها المؤيَّد، توطئةً لسلطنة جانَم خُشداشه ومُصاهِره. وكان الظاهر خُشقَدم يغضّ من قانصوه هذا، وإن كانت تلك الفتنة التي كان أعظم الأسباب فيها قانصوه هذا آلت إلى ملك خُشقدم المذكور، حتى اتّهمه بعد ذلك بممالأة وميله إلى صهره جانَم لما قدم إلى الخانكة، وكان خُشقدم هذا مع عظمة منه وتقدمة لا يظهر له ذلك، حتى أخرجه إلى دمشق من جملة مقدَّمين (٣) الألوف بها. ولما كانت نوبة سوار التي خرج فيها


(١) الاسم ممسوح في الأصل، أثبتناه من: الضوء اللامع ٦/ ١٩٩ رقم ٦٨٥، ونيل الأمل ٦/ ٣٣٦ رقم ٢٧٣٥، وبدائع الزهور ٣/ ١٧.
(٢) الصواب: "أحد مقدَّمي".
(٣) الصواب: "مقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>