للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النواب قبل كل عسكر توجّه إليه خرج قانصوه هذا مع نائب الشام في جملة العسكر الشامي، فاتفق أنْ تمرّض بحلب، وتمادى به المرض.

حتى توفي به في هذه السنة، وما حرّرتُ شهر وفاته.

وكان له نحو الستين سنة.

وكان إنسانًا حسنًا، خيّرًا، ديّنًا، ذا أدب وحشمة، وسكون تام، وتُؤدة، وحُسن سمت وهيئة، مع العقل التام والشجاعة والإقدام.

وكان بينه وبين الوالد صحبة أكيدة.

٤٢٥ - قراجا (١) الظاهري.

حاجب الحجّاب بمصر، ثم أتابك دمشق المعروف بالخازندار، الأمير زين الدين.

كان (روميّ الجنس وقبرسي. وكذب من قال إنه كان جركسيّ الأصل، فإنه لم يكن كذلك. وكان قراجا هذا) (٢) من مماليك الظاهر جقمق في أيام إمرته، وكان مقرّبًا عنده جدًّا في تلك الأيام. ولما تسلطن صيّره من الخاصكية، ثم الخازندارية، ودام مدّة على ذلك، ثم أمّره عشرة وصيّره خازندارًا كبيرًا، ثم أمّره طبلخاناة، ودام إلى سلطنة ولد أستاذه المنصور عثمان فصيّره من مقدّمين (٣) الألوف. ثم لما تسلطن الأشرف إينال استقرّ به في حجوبية الحجّاب عِوضًا عن خُشقدم لما نُقل إلى إمرة سلاح، ثم قبض عليه الأشرف المذكور وسجنه لا لشيء عُرف منه، وقُرّر في تقدمة جانَم الأشرفي نائب الشام بعد ذلك، ثم أُطلق من السجن وبعث به إلى القدس، ثم وُلّي أتابكية دمشق، ودام بها إلى أن خرج مع النواب في أول نوبات سوار.

وتوفي قتيلًا في يوم الوقعة الأولى.

وله نحو الخمسين سنة أو بلغها إن لم يكن زاد عليها.

وكان إنسانًا حسنًا، خيّرًا، ديّنًا. قرأ الكثير في الفقه، وكان يستحضر الكثير


(١) انظر عن (قراجا) في: الدليل الشافي ٢/ ٥٣٨ رقم ١٨٤٦، والمنهل الصافي ٩/ ٤٤، ٤٥ رقم ١٩٥٥، والضوء اللامع ٦/ ٢١٥ رقم ٧١٧، والنجوم الزاهرة ١٦/ ٣٤٣، ونيل الأمل ٦/ ٢٨٢ رقم ٢٦٩٥، ووجيز الكلام ٢/ ٧٩٨ رقم ١٨٣٧، والذيل التام ٢/ ٢١٧، وبدائع الزهور ٢/ ٤٦٠، وإعلام النبلاء ٣/ ٥٣.
(٢) ما بين القوسين من الهامش.
(٣) الصواب: "من مقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>