للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأخرجه العزيز، وتنقّلت به الأحوال بعد ذلك إلى أن تسلطن الأشرف إينال، فنوّه به وصيّره ساقيًا، ودام على ذلك إلى أن تسلطن الظاهر خُشقدم، فأمّره عشرة بسفارة يلباي الذي تسلطن بعد ذلك.

وكان قَطْلُباي هذا متزوّجًا بابنته، فعُني به عند خُشداشه خُشقدم، ثم عيّنه لقبرس في نوبة بُردُبك البَجْمَقدار على ما تقدّم ذلك. ثم دام على ما هو عليه بعد عَوده من قبرس إلى أن خرج في نوبة سوار مع الأتابك جانِبَك قُلَقسيز، في دولة الأشرف قايتباي هذه على ما تقدّم.

وتوفي بها قتيلًا في يوم الوقعة.

وله من السنّ نحو الخمسين سنة.

وكان حشمًا أدوبًا، ساكنًا، لا بأس به. وكان جركسيّ الجنس، وإن كان اسمه يشبه أسماء التتر.

واسمه مركّب من "قُطْلو" ومعناه: "المبارك"، و"باي ": الأمير، على ما عرفته آنفًا، فكأنه قيل: أمير مبارك، واختُصر إلى ما كتبناه، وجُعل عَلَمًا، مع قَطْع النظر عن معناه.

٤٢٨ - كرتباي الأشرفي (١).

أحد العشرات.

كان من مماليك الأشرف بَرسْباي من أعيانهم، وصار خاصكيًّا بعده، ودام على ذلك إلى سلطنة الظاهر خُشقدم، فأمّره عشرة في أول دولته، ثم قبض عليه مع جماعة من قبض من الأشرفية، وسُجن بثغر الإسكندرية، ثم أُطلق ونُفي إلى البلاد الشامية، ثم صُيّر من جملة الأمراء بطرابلس، ودام بها إلى أن كانت كائنة سوار مع نوَّاب البلاد الشامية.

وكان كرتباي هذا قد خرج فيها في جملة عسكر طرابلس.

وتوفي قتيلًا في (ربيع الأول) (٢) يوم الوقعة الأولى في هذه السنة.

وله زيادة على الستين سنة.

وكان إنسانًا حسنًا، خيّرًا، ديِّنًا، عفيفًا، ذا فروسية وشجاعة، وحُسن سمت وتُؤَدَة.


(١) انظر عن (كرتباي الأشرفي) في: الضوء اللامع ٦/ ٢٢٧ رقم ٧٧١، ونيل الأمل ٦/ ٢٨٣ رقم ٢٦٩٧، وبدائع الزهور ٣/ ٤٦٠.
(٢) عن الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>