للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومنها: أنه لما أحضر شاه سوار، واستفتى السلطان عليه، فكان السراج هذا من جملة من كتب على بعض الأسئلة في شأن سوار المذكور، وبالغ في كتابته، بحيث كاد أن يخرجه عن الدائرة، وصرّح حين التهنئة بالشهر لما طلع إلى السلطان مع رفقته قضاة القضاة بقتل سوار، وأنه لا يقبل توبته، وكان هو المتكلِّم ابتداءً في ذلك المجلس، مع حضور من هو صاحب الكلام في المجلس، وهو قاضي القضاة الشافعي، ومع حضور بقية القضاة وأعيان العلماء، فلم يعجب السلطان ذلك منه ولا أحبّه، مع كون غرضه التامّ كان في الذي قاله، ومع ذلك فلم يحبّ ذلك، بل وعدّ السلطان ذلك من جسارته وجرأته، فصرّح بعد ذلك بعزله، ووُلّي البرهان اللقاني عِوضه، على ما سيأتي ذلك في سنة وقوعه إن شاء اللَّه تعالى. وجرت على السراج بعد ذلك مِحَن كثيرة أيضاً، ومع ذلك كلّه فهو على ما هو عليه من شهامته، ولا التفت ليشبُك يوماً من الدهر، مع ما وقع منه في حقّه من التراسيم، وإحضاره إليه، والتوكيل به غير ما مرة، والتسلّط عليه. ودام السراج هذا بعد ذلك كلّه بداره، ثم توجّه لبلده منفلوط (١) في بعض السنين بعد الثمانين، وسكن مدّة بتلك البلاد، يتردّد فيها بين منفلوط وسيوط و ( … ... ) (٢)، ودَولب بها في الأقصاب على عادته، ثم عاد إلى القاهرة، ثم إلى الصعيد، ثم إلى القاهرة، وهو مقيم بها إلى يومنا هذا. وكان قد اتفق له قضية كُسِرت فيها رِجله من سقطة أو نحوها، فجرى وقام وهي معيبة، وبقي يتكلّف في المشي إلّا بعصا (٣).

٤٤٨ - • وله عدّة أولاد وأحفاد، وولده الأكبر يُسمّى تاج العارفين محمد، قاضي سيوط وتلك الأعمال. شابّ حسن، ولديه فضيلة، وعنده ذكاء وحذْق وفطنة، وحُسن سمت، وتؤدة وسياسة، ومداراة للناس.

ولد بالقاهرة في سنة () (٤).

وبها نشأ، وحفظ القرآن وعدّة متون، واشتغل على أبيه وعمّه وغيرهما، وشُهر بالفضيلة، لكنْ حُبّب إليه منصب القضاء، فاستغرق فيه بتلك البلاد.

ومن أولاده- أعني السراج هذا (٥) - ولده موسى، وولده عبد القادر.


(١) في الأصل: "منفوط".
(٢) كلمتان غير واضحتين.
(٣) في الأصل: "بعصاي".
(٤) في الأصل بياض.
(٥) كتب بجانبها على الهامش: "مات السراج بن حريز هذا بعد هذه الترجمة في يوم الإثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة اثنين (!) وتسعين وثمانمائة. وسنذكره في تراجم السنة"؟

<<  <  ج: ص:  >  >>