للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسُجن بثغر الإسكندرية، ثم نُقل إلى سجن قلعة المَرْقَب، ودام إلى سلطنة الأشرف قايتباي، فاستقدمه إلى القاهرة، وأعاده إلى ما كان عليه، من كونه أمير عشرة ورأس نوبة، ثم عيّنه في هذه التجريدة لشاه سوار، وبها بَغَتَه أجَلُه.

وكان إنسانًا حسن الهيئة والملتقى، كثير الأدب والحشمة، مع بعض إسرافٍ على نفسه، لكنْ في سترة وبحشمة.

توفي قتيلً في ذي الحجّة.

وكان بينه وبين الوالد صحبة أكيدة ومحبّة إلى الغاية.

وكان سنّه زيادة على الستين سنة.

٤٦٧ - بُوسعيد (١) بن أحمد بن ميران شاه بن تمرلنك.

القان الأعظم، سيف الدين، صاحب سمرقند وبُخارَى وما والاهما من بلاد ما وراء النهر.

وبقيّة نسبه قد تقدّم في ترجمة أُلُوغ بك.

كان صاحب الترجمة من أعظم سلاطين الإسلام وملوكهم، وغلط بعض المؤرّخين (٢)، بل كذب، حيث قال: وفيها هلك الطاغية الخارجي بو سعيد، فإنه بعيد عن معرفة أحوال هذا الملك وأخباره فَظَنَّه كَجَدّه، ولما وقع لجهان شاه ما وقع من قتله على يد حسن الطويل، وبلغ ذلك بو سعيد هذا بادر بالمشي على مملكته تبريز وأعمالها، واستلاش حسن الطويل ولم يأخذه في عينه، وظنّ أنه قتل جهان شاه، وفرّ لبلاد نفسه، ولم يعسر عليه أنه يتملّك العراقين وتبريز، فأراد انتهاز الفرصة قبل أن يليها أحد من أقارب جهان شاه بن قَرا يوسف أو أولاده، وخرج من سمرقند بكثير من عساكره، وبثّ جماعات منهم في أطراف مملكة أذَرْبَيْجان، فملكوا الكثير منها من غير ممانعة ولا مدافعة، فعلم من قصد بأنهم لا طاقة لهم ببو سعيد، وظنّ هو أن المملكة صارت له، وأنه لا معارض له فيها، وظنّ أنه لا يصل قَدْر حسن إلى أن يملك العراقين، فلم يحسب حسابه، ولا أخذ حذره منه، ولا من حسن علي بن جهان شاه الذي مُلّك بعد أبيه. وسار بو سعيد


(١) انظر عن (بو سعيد) في: إنباء الهصر ١١٣، ١١٤ رقم ٣٩، والتاريخ الغياثي ٢٣٠ - ٢٣٢ وفيه: "أبو سعيد بن محمود بن ميرزاده مير الشاه بن تمر"، وحوادث الدهور ٣/ ٧٣٣، وحبيب السِيَر ٤/ ٥١، ولُبّ التواريخ ٢٢٠، والضوء اللامع ٩/ ١١٦ رقم ٣٦١ وفيه "أبو سعيد القان ملك التتار، وحفيد شاه رخ، واسمه كُنيته"، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٢، ٣٧٣ رقم ٢٧٨٣، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٥٦ - ٢٥٨ رقم ١٠٠٧، وبدائع الزهور ٣/ ٣٢.
(٢) في الأصل: "بعض المؤرخون".

<<  <  ج: ص:  >  >>