للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم لما تسلطن إينال الأشرف رقّاه إلى إمرة طبلخاناة في أيامه، ثم صيّره بعد ذلك من جملة مقدَّمين (١) الألوف، ثم ولي حجوبية الحجّاب عِوَضًا عن بَرسْباي البُجاسي، لما نُقل إلى الأميراخورية الكبرى، بعد وفاة يونس العلائي، في طاعون سنة أربع وستين، على ما تقدّم ذلك في محلّه، ودام كذلك إلى سلطنة الظاهر خُشقدم، فنقله إلى رأس نوبيّة النُوَب، عِوَضاً عن قانَم التاجر، لما نُقل إلى إمرة مجلس، عِوضًا عن قرقماس الجَلَب، لما نُقل إلى إمرة سلاح، عِوضًا عن جَرِباش المحمدي، لما نقل إلى الأتابكية، عِوَضًا عن خُشقدم، بحكم سلطنته بعد خلع المؤيَّد، على ما عرفتَ جميع هذه التنقلات في محالِّها، ثم لم تطُل مدّة بيبرس هذا في الرأس نَوبته، حتى قُبض عليه في جملة الأمراء الأشرفية المقبوض عليهم بالقصر، وقبض عليه لا لشرّه، بل مندوحةً لأخذ إمرته ووظيفته، وسُجن بالإسكندرية مدة، ثم أُطلق ووُجّه به إلى القدس بطّالًا، فدام به بعد أن وصل إليه الخبر بذلك، وتجهّز وخرج، ودام بالقدس بعد ذلك بطّالًا إلى أن بَغَتَه الأجل بها.

وكان من عقلاء الأمراء، إنسانًا حسنًا، ذا سكون وحُسن هيئة وتؤدة، وسلامة فِطرة، لكنه كان مسرفاً على نفسه.

وكان بينه وبين الوالد صَهارة لتزوّجه بأخته الست أصيل، أخت الخَوَند جُلبان الماضي ذِكرها في محلّه من سنة تسع وستين، وكان ممن يعظّم الوالد جدًّا، ويساعده على أخته المذكورة، وكان بخلاف جَكم في ذلك.

توفي بيبرس هذا في أواخر شهر رمضان، أو أوائل شوّال.

وله نحو السبعين سنة أو أكملها.

واسمه مركَّب من "باي" وهو الأمير، و"برس" وهو الفهد، واستُعمل عَلَمًا.

٤٧٠ - تغري بردي (٢) المنصوري.

أحد العشرات المعروف بالأرمني، أصله من الفرنج الفرنتيّين (٣)، وهم طائفة معروفة، ونشأ بكَنَف المقام الفخري عثمان ابن (٤) الظاهر جقمق قبل أن يتسلطَن، ثم نُسب إليه بعد سلطنته، وكان من خواصّه، وممن يقربه المنصور لشجاعةٍ كانت عنده، ولما تسلطن الظاهر تمربُغا أقطعه إقطاعاً جيداً، وكان من الخاصكية قبل


(١) الصواب: "مقدَّمي".
(٢) انظر عن (تغري بردي) في: نيل الأمل ٦/ ٣٧٩ رقم ٢٧٩١، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٨١، ٢٨٢ رقم ١٠٤٨، وبدائع الزهور ٣/ ٣٥.
(٣) الفرنتيين = الفرنسيين.
(٤) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>