للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان بو سعيد هذا من أجلّ ملوك الإسلام، ومن أهل العلم والفضل والديانة والخير. وله ببلاده الآثار العظيمة. وبعث حسن برأسه إلى القاهرة على ما بيّنّا ذلك، وأمر السلطان حين قدومها للقاهرة بدفنها، وعرف ما غرض حسن من إرساله بها لهذه البلاد، فلهذا أمر بأن تُدفن.

ووهِم من قال: طيف بها القاهرة والمنادي معها (١)، بل كذب.

ولعلّ اسم "بو سعيد" هذا غلط عن أبي سعيد، هذا هو الأقرب. ووهِم من قال بأنه "بوصعيد". وهذا الاسم عَلَم عليه لا كُنْيَة.

٤٦٨ - • وولي بعده مُلكَ سمرقند ولده أحمد، وهو نحوٌ من أبيه في ترجمته، ويُذكر بحسن السيرة والعلم والعدل، والعقل التام. وهو شاب، وبيده مُلك سمرقند ليومنا هذا.

- • وله أخ يسمّى محمود، هو صاحب مملكة بَلْخَشَان، وهو متّفق هو وأخوه متحاببان، لا شنان بينهما ولا تباغُض. ويُذكر محمود هذا أيضًا بحُسن السمت والسيرة والعدل.

٤٦٩ - بيبرس الأشرفي (٢).

رأس نوبة النُوَب، المعروف بخال العزيز وبأخي خَوَنْد أيضًا، وهي زوجة الأشرف بَرسْباي الخوَنْد الكبرى جُلبان، أمّ العزيز يوسف، الماضي ذِكرها في ترجمة ولدها. ولم يكن بيبرس هذا شقيقًا للخَوَند ( … ... ) (٣) أمّها (٤). وأحضر بيبرس هذا في دولة الأشرف بَرسْباي مع أقارب خَوَند المذكورة، فيقال إنه لم يملك، وكان من الخاصكية في دولة الأشرف المذكور، ولم يُمتحن بعده، لأنه لم يُشهر بشرّ ولا بإثارة فتنة، بل كان ممن يسالم كل طائفة. وتأمّر عشرة في دولة الظاهر جقمق لا سيما وقد قيل إنه هو الذي كان السبب في القبض على العزيز، وإنه أعلم به يَلَباي، على ما عرفت ذلك آنفاً، لا سيما في ترجمة العزيز، بل وفي ترجمة الظاهر يلباي.


(١) في الأصل: "معه".
(٢) انظر عن (بيبرس الأشرفي) في: إظهار العصر ٣/ ٣٧٩، وإنباء الهصر ٨٠، ٨١ رقم ١، والذيل التام ٢/ ٢٢٧، ٢٢٨، ووجيز الكلام ٢/ ٨٠٧ رقم ١٨٥٩، والضوء اللامع ٣/ ٢١ رقم ١٠٣، ونيل الأمل ٦/ ٣٦٩ رقم ٢٧٧٩، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٦٠ - ٢٦٢ رقم ١٠١٢، وبدائع الزهور ٣/ ٣١.
(٣) كلمتان مُبهمتان.
(٤) كتب بعدها: "يشبك ططر المذكور" ثم ضرب عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>