للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان من مماليك تغري برمش التركماني البَهَسْني، نائب حلب، المشهور الترجمة، وتنقّلت به الأحوال بعده، فنزل في ديوان الجند السلطاني، ثم صُيّر خاصكيًّا، ثم وُلّي نيابة قلعة صفد، ثم صُيّر من مقدَّمين (١) الألوف بدمشق، ووُلّي دوادارية السلطان بها، وخرج في التجريدة هذه إلى سوار مع العسكر الشامي، وبها بَغَتَه الأجل.

وكان إنسانًا متهوّرًا، كثير الدعوى، ويُظهر أنه من ذوي العقول التامّة، ومن أهل الرأي والتدبير والمعرفة، ولم يكن قريبًا مما يدّعيه، فضلًا أن يكون ذلك فيه. توفي قتيلًا في ذي الحجّة في كائنة سوار المذكورة.

٤٧٤ - جانبك الشمسي (٢)، المؤيَّدي.

أحد العشرات، المعروف بقُجا، ومعناه: شيخ.

كان من مماليك المؤيد شيخ، وطالت أيامه في الجندية عدّة سنين في عذة دولى، حتى آلت السلطنة إلى خُشداشه الظاهر خُشقدم، فأمّره على إمرةٍ هيّنة جدًّا تقارب أقاطيع بعض الأجناد، حتى ذكر لي من أثق به على أنه في أقاطيع بعض الخاصكية ما هو أَمْيَز مِن إمرة جانِبَك هذا، وليتها دامت معه، بل لما كانت فتنة يشبُك الفقيه، التي خُلع فيها الظاهر يَلباي، وتسلطن الظاهر تمربُغا، أراد نفيه حتى شفع فيه، فبقي بالقاهرة بطّالًا حتى بَغَتَه الأجل.

وكان إنسانًا ساكنًا، قليل الشرّ، لا بأس به.

وذكر الجمال ابن (٣) تغري بردي عنه أنه كان من المهملين، وذلك على عادته في وصف من لا شرّ ولا خير عنده بذلك.

وذكر بعضهم عنه أنه كان مسرفًا على نفسه، والله أعلم بذلك.

توفي بالقاهرة بطّالًا في يوم الأربعاء رابع عشر المحرم، وهو في الشيخوخة.

٤٧٥ - جان بُلاط (٤) الأشرفي.

أحد العشرات.

كان من مماليك الأشرف إينال، ومن أعيان الخاصكية في أيامه وخواصّه،


(١) الصواب: "من مقدَّمي".
(٢) انظر عن (جانبك الشمسي) في: نيل الأمل ٦/ ٣٤٠، ٣٤١ رقم ٢٧٤٢، وبدائع الزهور ٣/ ١٠.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) انظر عن (جان بُلاط) في: إنباء الهصر ٨٤ رقم ٧، والضوء اللامع ٣/ ٦٣ رقم ٢٥٢، ونيل الأمل ٦/ ٣٦٧، ٣٦٨ رقم ٢٧٧٢، وبدائع الزهور ٣/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>