للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحبشة، وحج وآل أمره أنْ قَطَن النحرارية بزاوية أنشأها بها وانقطع فيها للعبادة إلى أن أدركه أجله.

وكان حسن المحاضرة فكِهَها، يستحضر الكثير من أعاجيب البلاد التي جالها.

ذكره الجمال ابن (١) تغري بردي بنحو ما ترجمناه.

ثم سألت عنه من بعض أهل النحرارية، فأخبرني بنحو ذلك، وأثنى عليه جدًّا.

توفي في ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الأولى، ودُفن بزاويته المذكورة.

وكان قد جاوز التسعين.

٤٨٣ - خديجة ابنة محمد (٢) بن سليمان بن سعيد.

الشابّة الشهيدة، السعيدة، أمّ الفضل، ابنة شيخنا العلّامة، أستاذ العالم، الشيخ محي الدين الكافِيَجي.

وُلدت بالقاهرة قبل الستين وثمانمائة.

ونشأت تحت كنف أبيها، فأحفظها القرآن العظيم، وقرأتْ بعض الرسائل الفقهية وغيرها، ثم عقد لها والدها على الشيخ نجم الدين ابن (٣) الرفاعي (٤)، شيخ قبّة الأشرف بَرسْباي، تجاه تربة الأشرف المذكور، الكائنة بالصحراء، ثم طُلّقت منه قبل البناء بها لأمرٍ اختاره شيخنا، فاتفق أن طُعنت عقيب ذلك، وكان أجَلها في ذلك.

وكانت شابّة جميلة، ذكية، يقِظة، فطِنة، وكان قد أجهزها شيخنا جهازًا جيدًا بجملة.

وكان لشيخنا ولد أخت سُمّي مصطفى، ستأتي ترجمته أيضًا، كان من غَرَض شيخنا وقصْده تزويجها إيّاه فيما خلا (٥) وقصده. وغَلَبَت أم خديجة هذه عليه، حتى عقد لها على النجم المذكور. ثم بلغ شيخنا بأنه أعيب عليه ذلك، كونه يترك


(١) في الأصل: "بن".
(٢) لم أجد لخديجة بنت محمد ترجمة.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) هو أحمد بن علي بن حسين بن البدر، النجم بن الزين الرفاعي الصحراوي، شيخ طائفته. ولد سنة ٨٣٩ هـ. لم يؤرّخ السخاوي وفاته. (انظر: الضوء اللامع ٢/ ١٨ رقم ٥٣).
(٥) في الأصل: "خلى".

<<  <  ج: ص:  >  >>