للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قدم القاهرة في أواخر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وأنزله شيخنا الكافِيَجي، رحمه الله، بخلوةٍ من الخانقاة الشيخونية، وظهرت لديه فضيلة وطلب عِلم، وأخبر أنه أخذ عن جمْع جَمّ من علماء بلاده وغيرهم، وأنه جال الكثير من البلاد، وأنه أقام بدمشق مدّة بصالحيّتها، ثم ببيت المقدس. وكان حسن الكتابة، يجيد كتابة المنسوب، وكتب بخطه كثيرًا.

وكان حسن السمت والملتقى، كثير البشاشة وطلاقة الوجه، حسن الهيئة، يُظهِر التجمّل في شؤونه (١)، وعنده تديّن وخير، مع تعاظُم وشَمَم.

وأخذ كثيرأ عن شيخنا العلّامة الكافِيَجي، وكتب شيئًا من تصانيفه.

وتوفي في سابع عشر شهر رمضان.

وهو شاب، أظنّه لم يبلغ الأربعين.

وترك شيئًا من الكتب بخطّه الحسن، وغير ذلك، وأوصى لشيخنا الكافِيَجي، وللشيخ علاء الدين العيلاني بلديّه، وأقرّ بأن له ورّاثًا ببلاده، ولا زال موجوده تحت يد شيخنا حتى مات، فاستولى عليه ديوان الحشْرية، مع موجود شيخنا رحمه الله تعالى.

٤٨٢ - حسين بن محمود (٢) بن () (٣) الأصبهاني، العجمي، الرفاعي، الشافعي.

الشيخ الصالح، الملك، القدوة، العارف بالله تعالى، حسام الدين، نزيل النحرارية من الوجه البحري، بزاويةٍ أنشأها هناك.

كان أحد الأفراد المسلّكين من أهل اليقين، وحزب الله المفلحين، من ذوي الخير والصلاح، حسن السيرة، كثير العفّة والتواضع، والانجماع عن الناس، لا سيما بني الدنيا، وكان لا يتردّد إلى أحد من خلق الله تعالى من الأكابر، ذوي الدنيا، مع ملازمة الإنقطاع إلى الله تعالى، وكثرة العبادة والسخاء الزائد، قدم إلى هذه البلاد بعد أن جال في مبدأ (٤) أمره، وأكثَرَ السياحات، وطاف الكثير من أقطار الأرض شرقًا وغربًا، كالعجم والهند، وبحر الظُلمات، وبلاد التُرك، ودخل


(١) في الأصل: "شونه".
(٢) انظر عن (حسن بن محمود) في: الضوء اللامع ٣/ ١٥٨، ١٥٩ رقم ٦٠٢، ونيل الأمل ٦/ ٣٥٦ رقم ٢٧٥٨، وبدائع الزهور ٣/ ٢٥، وإنباء الهصر ٨٢ رقم ٤.
(٣) بياض في الأصل.
(٤) في الأصل: "مبداء".

<<  <  ج: ص:  >  >>