للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والشمس الوَنَائي، والمجد بن نصر الله، والبدر التِنّيسي، والعزّ عبد السلام البغدادي، والتقي بن قُندُس شيخنا، والبرهان الباعوني، والبدر بن عبد المنعم، وجماعة يطول الشرح في تعدادهم من غالب بلاد الإسلام شرقًا وغربًا ما بين هند وعجم وروم، وغير ذلك من علماء الإسلام، ومشايخ مصر والشام، ممن أخذ عنهم، وأذِن له بعض أعيانهم الأكابر بالفُتيا والتدريس، ولازم مجلس حافظ العصر شيخ الإسلام ابن (١) حجر في سماع الحديث، وسمع عليه الكثير، وسمع عليه بعض تصانيفه أيضًا، وأجازه وأثنى عليه في إجازته وعلى ما صنّفه، فمن جملة قوله في إجازته بحيث يشهد له كلمن (!) سمعه، فإنه فاق كلمن (!) سبقه في كلما (!) جمعه وطارحه بالشِعر، وراسله، وأحبّه، وذكره في مواضع من تاريخه "إنباء الغمر" (٢)، وسنذكر ما طارحه به من الشعر، بل وما مدحه به، وكفاه فخرًا أن امتدحه مثل ابن (٣) حجر على ما ستقف على ذلك.

ولما انجمع عن الناس بعد إخراج أُزبَك إلى القدس، طلبه الأشرف بَرسْباي حين أُجري له ذِكره عنده بالنباهة، فولّاه النظر على الخاصرّ بالثغر السكندري، عِوضًا عن ابن (٤) الصُّغَيّر، وباشره بحُرمة وافرة وعفّة زائدة، حتى عجب الأشرف من ذلك، وأضاف إليه نظر الذخيرة وبيع البُهار بها، ثم بعث إليه باستقرَاره بالحجوبية بها، ثم رقاه إلى نيابتها عِوضًا عن جانِبك الثور (٥)، مضافًا لِما بيده من الوظائف، وعُدّ ذلك من النوادر، كون الحاجب الذي هو كالأمين على النائب يصير نائبًا على حجوبيّته، وأقام من يتكلّم عنه من قِبله في النظارة والحجوبية، وحُمدت سيرته في مباشرة جملة هذه الوظائف، وشُكِرت أحكامه، وأحبّه أهل الثغر، ثم حضر إلى القاهرة، فتلقّاه الأشرف بالرحب، وشكره في الملأ (٦) العام من العسكر وأعيان الدولة، واتفق أن تزوّج بأخت الخَوَنْد جُلبان الست أصيل، الماضية ترجمتها، ثم عاد إلى الثغر ودام به، وهو مُكبّ على الاشتغال، واجتماع الكثير من علماء الثغر بذلك العصر في مجلسه ومذاكرته معهم وسماع الحديث به، ثم بعث يستعفي من الذي هو فيه، ويلتمس حضوره القاهرة كير ما مرة، حتى أجيب إلى ذلك، وحضر إليها على إمرة طبلخاناة كانت بيده، بل وزيادة عليها البَسْلقون (٧).


(١) في الأصل: "بن".
(٢) انظر: إنباء الغمر ٣/ ٥١٣ و ٤/ ١٧ و ٢٢ و ٢٣ و ٤١ - ٤٣ و ٥٢ و ٦٠ و ٢٤٥.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) كان (جانبك الثور) أمير التُرك بمكة. مات سنة ٨٤١ هـ. (الضوء اللامع ٣/ ٥٦ رقم ٢٢١).
(٦) في الأصل: "الملاء".
(٧) البسلقون: بلدة في مصر تحت إسكندرية بقليل. (الضوء اللامع ٦/ ١٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>