للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ذكر بعضهم أنه) (١) كان عتيقاً لشخص من الأجناد يسمّى طَرَباي بن طرباي الأتابك نائب طرابلس، (والظاهر أنه تولّى خدم طراباي ......... … ) (٢)، واتصل بخدمة الأشرف برسباي، وتنقّل بعد ذلك حتى وُلّي مشيخة الخدم النبوي المشار إليه، فحُمدت فيه سيرته، وظهر دينه وخيره، ودام على هذه الوظيفة عدّة سنين حتى كبر سنُّه وشاخ، وبَغَتَه أجله على ما هو عليه.

وكان خيّراً ديّناً، بشوشاً، حسن السمت والملتقى، كثير الأدب والحشمة. وقد ترجمه الجمال ابن (٣) تغري بردي في تاريخه الحوادث (٤)، وقال في ترجمته: وقد كنت أعرف منه الخير والدين، غير أنه مات لوالدتي خادم حبشي من خدّام الحرم الشريف، وذكر الخادم في وصيّته ما عليه من الديون، وأن له عند سرور هذا مائة دينار قرضة حسنة، فأنكر سرور ذلك وقال: ما له عندي شيء. وكان الخادم غير كذوب، لا سيما الشخص يريد عند موته خلاص ذمّته، فكيف يدّعي بما ليس له؟

هذا ما قاله عنه، وما عرفت حقيقة الحال في ذلك، فإن سرور هذا كان من أهل الخير والديانة فيما عرفناه عنه، وعلى ما ذكره عنه يوسف أيضاً.

وتوفي سرور هذا بالمدينة الشريفة على وظيفته في يوم الخميس العشرين من صفر، وبها دُفن، هنيئًا له.

٤٩٥ - سُودُون الظاهري (٥).

نائب دِمياط.

كان من أعيان مماليك الظاهر خُشقدم ومن خاصكيّته المختص به. ولّاه نيابة ثغر دمياط (٦) في أواخر دولته.

وكان شاباً حسنًا، متجمّلاً في سائر شؤونه (٧)، عاقلاً، عارفاً، مدبّراً، سيوساً (٨)، عارفاً بأنواع الفروسية.


(١) من الهامش.
(٢) ما بين القوسين من الهامش، وقد ضاع أربع كلمات منه.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) أي كتاب "حوادث الدهور".
(٥) لم أجد لسودون الظاهري ترجمة.
(٦) اللافت أنه يوجد آخران يسمّيان "سودون" تولّيا نيابة دمياط أيضاً. انظر: الضوء اللامع ٣/ ٢٧٧ رقم ١٠٥٣ ومات سنة ٨٥٠ هـ. و ٣/ ٢٨٣ رقم ١٠٧٤ ومات ٨٤٣ هـ.
(٧) في الأصل: "شونه".
(٨) في الأصل: "سوسا".

<<  <  ج: ص:  >  >>