للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفي في هذه السنة بدمياط، أظنّ على نيابتها، ووُلّي بعده دمياط -فيما أظنّ أيضاً- جانِبَك الفقيه الأشرفي إينال (١)، واللَّه أعلم.

٤٩٦ - سودون القَصْروي (٢).

رأس نوبة النُوَب.

كان من مماليك قَصْروه نائب الشام، وترجمته مشهورة، وكان مملوكه هذا من خواصّ مماليكه، وصيّره دواداره، واتصل فعله بديوان الجند السلطاني، وصُيّر خاصكيّاً، ثم صُيّر من الدوادارية في دولة الأشرف إينال، ودام على ذلك إلى سلطنة الظاهر خُشقدم، فأمّره عشرة، ودام كذلك (إلى أن صُيّر نائب القلعة، واستمر حتى) (٣) سلطنة الظاهر يَلباي، فصيّره من مقدَّمين (٤) الألوف ببذْل عشرة آلاف دينار أو نحوها، وهذه التقدمة هي التي كانت بيد قايتباي المحمودي، سلطان عصرنا الآن، وكان نُقل عنها إلى تقدمة أُزْبَك من طَطَخ. الأتابك بعصرنا أيضاً. ولم يزل سودون على هذه التقدمة مدّة يلباي والظاهر تمربُغا إلى أن تسلطن الأشرف قايتباي المذكور، فصيّره رأس نوبة النُوَب في سلطنته، عِوضاً عن نانَق بحكم قتْله في الأولى من تجاريد سوار من القاهرة، ثم عيّنه للخروج صحبة الأتابك أُزْبك وقرقماس الجَلَب، فخرج إليها، وبها كان أجله.

وكان إنساناً حسنًا، له سبيل لفعل الخير، ومحبّة في ذلك، مع بخله وشحّه، وحبه في جمع المال، ومع ذلك كله فكان سمحاً بالصدقة، لا سيما على الفقراء والمساكين.

ومن آثاره الجامع الذي أنشأه بالباطلية بالقرب من دار سكنه، وبه خطبه، وهو نافع في محلّه.

وكان خيراً، ديِّناً، مواظباً على الصلوات مع الجماعات، ولما خرج في ما عُيّن له من التجريدة وهو رأس نوبة النُوَب، خرج إليها بغير تطليب كعادة الأمراء من التطليب، فأخذ الناس في لهجهم بأنه لا يعود وأنه يُكسر، فكان كذلك.

توفي جريحاً في ذي الحجة بعد أن كانت الكائنة التي قُتل فيها قرقماس،


(١) توفي (جانبك الأشرفي إينال الفقيه الإبراهيمي) في سنة ٨٨٠ هـ. (المجمع المفنّن ٢/ ٣٨٩، ٣٩٠ رقم ١١٧٣).
(٢) انظر عن (سودون القَصروي) في: الضوء اللامع ٣/ ٢٨٥ رقم ١٠٨٠، ووجيز الكلام ٢/ ٨٠٧ رقم ١٨٦٠، والذيل التام ٢/ ٢٢٨، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٨ رقم ٢٧٨٨، وبدائع الزهور ٣/ ٣٥.
(٣) ما بين القوسين من الهامش.
(٤) الصواب: "من مقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>