للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم لازمني مدّة فقرأ عليّ الكثير من الفقه واللغة وغير ذلك.

وكان ذا ذكاء مفرط، ولا زال يدأب في العلوم الشرعية مع البحث الحَسَن، وعرف جماعة من أعيان الأتراك. وبينا هو في أثناء تحصيله بَغَتَه أجلُه.

وتوفي مطعوناً في شهر رمضان.

٥٣١ - محمد بن حمزة (١) بن خضر الرومي، الننشاوي (٢)، الحنفي.

الفاضل، الصالح، محيي الدين، نزيل الخانقاة الشيخونية وأحد فُضلاء الطلبة.

ولد بعد الثلاثين وثمانمائة ببلاد الروم.

ونشأ مشتغلاً بالعلم، وأخذ ببلاده عن جماعة في فنون كالصرف والنحو والمعاني والبيان والمنطق، وشيء (٣) في الفقه، ثم قدم القاهرة ليحج في وسط دولة الأشرف إينال، فأنزله شيخنا العلّامة الكافِيَجي من جملة الصوفية (٤) بخانقاة الشيخونية، ورتّب له الخبز والطعام على غيبة الصوفية بها، ثم حج وعاد فلازم الاشتغال، ودأب في تحصيل الفقه وغيره، وأخذ عن جماعة من الأعاجم والأروام والمصريّين، فمن مشايخه النجم القَرْمي، والشيخ عبد الله الأردبيلي، والجمال الكوراني، والعلاء الحصْني، والعلاء الكيلاني، والشرف يونس الأدِرنائي، و (الحميد) (٥) الطيالسي، وسمع الحديث على الأمين الأقَصُرائي، وحضر الكثير من دروسه ودروس شيخنا العلّامة الكافِيَجي.

وقرأ علي بعضاً من "المصابيح" وجميع "الفصيح" في اللغة، و"أدب الكاتب" فيها أيضاً، وجميع "مقامات الحريري" ورسائل أُخَر، ولازَمَني مدّة.

وكان بحّاثاً بتؤدة وذكاء، وحُسن سمت، وأقرأ بأخرة في بعض طباق القلعة شيئاً من الرسائل الفقهية لبعفبى من الخاصكية، وحين عرض بعض من أقرأه على السلطان أعجبه، وأثاب صاحب الترجمة بمبلغ غير مرة، وحمده على تعليمه، وكتب بخطّه، وكان حسناً، عدّة من الكتب المعتَبَرة، منها: "شرح الكنز" للزَيلعي و"شرح المجمع " لابن فرشه، و"المصابيح" للبَغَوي، والكثير من كتب الفقه والحديث والنحو وغير ذلك.


(١) انظر عن (محمد بن حمزة) في: نيل الأمل ٦/ ٨٦، ٣٨٧ رقم ٢٨١١.
(٢) هكذا في الأصل. وفي نيل الأمل: "الساوى".
(٣) في الأصل: "شيئاً".
(٤) مبهمة في الأصل.
(٥) غامضة في الأصل، وستأتي قريبًا واضحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>