للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتوفي عن سنَّ عالية في يوم السبت تاسع جماد الأول.

٥٢٩ - محمد بن تَنَم (١) من عبد الرزاق.

(نائب الشام) (٢) ناصر الدين، أحد الأمراء الطبلخاناة بدمشق.

ووهِم الجمال ابن (٣) تغردي بردي فسمّاه في تاريخه "الحوادث": أحمد ولقبه شهاب الدين. وما عرفتُ ما الذي أوقعه في هذا الوهم، والحال أنه من أبناء طائفته وجنسه.

تقدّم ذكر والده تَنَم نائب الشام.

وولد ولده هذا في سنة خمسٍ أو ستٍّ وثلاثين وثمانمائة.

ونشأ نشأة حسنة، مع معرفة تامّة، وفروسية، وحُسن سمت، وملتقى. وصُيّر من الطبلخاناة بدمشق، وخرج مع العسكر الشامي في تجريدة سوار.

وتوفي بها قتيلاً في نوبة قرقماس الجَلَب في ذي الحجة.

وكان شاباً حسناً، متجمّلاً، حشماً، له ثروة، ومن مماليكه آقباي نائب غزّة الآن، وطوخ البَجْمَقْدار، أحد أعيان الخاصكية للأشرف قايتباي.

وورثه أخوه فرج بن تَنَم الآتي ذِكره في وفيات سنة سبع وثمانين، وهو من غير أمّه، فإن فرج من دَولات قريبة الظاهر جقمق الماضي ذكرها.

٥٣٠ - محمد بن جاني (٤) التركماني، الرمضاني (٥)، الرومي، الحنفي.

نزيل الخانقاة الشيخونية، أحد فُضلاء طلبة العلم.

ولد ببلاد الأَبُلُسْتَيْن قبل الأربعين وثمانمائة.

وبها نشأ، ثم ارتحل منها إلى بلاد الروم، واشتغل بها، وجال عدّة من بلادها، وقرأ الكثير من الفنون، ما بين صرْفٍ ونحو ومنطق وحكمة وأُصول دين ومَعَانٍ وبيان، حتى صار له ميزة. ثم قدم القاهرة بعد سلطنة الظاهر خُشقدم، فقطنها بالخانقاه الشيخونية، ورتّب له بها شيء على غيبة صوفتها، وأخذ في الاشتغال بالعلوم الشرعية، فلازم شيخنا العلّامه النجم القَرمي، وقرأ عليه الكثير من الفقه وغيره، وأخذ أيضًا عن التقيّ الحصني، وحضر دروساً على شيخنا الكافِيَجي.


(١) انظر عن (محمد بن تنم) في: نيل الأمل ٦/ ٣٨٢ رقم ٢٨٠٠، وبدائع الزهور ٣/ ٣٥.
(٢) ما بين القوسين من الهامش.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) انظر عن (محمد بن جاني) في: نيل الأمل ٦/ ٣٨٧ رقم ٢٨١٢.
(٥) مشوّشة في المتن. وصحّحها في الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>