للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأستاذ شمس الدين الشَرَواني (١)، العجمي، القاهري، الشافعي.

نزيل القاهرة بالظاهرية العتيقة بين القصرين.

ولد بشماخي من بلاد شروان الإقليم في سنة ثمانين وسبعمائة تقريباً.

وبها نشأ وحفظ القرآن العظيم، ثم اشتغل في عنفوان شبابه، فيقال إنه ابتدأ في الاشتغال وله نحو العشرين سنة أو هي، فأخذ عن جماعة من العلماء منهم الأعيان الأكابر كالشيخ سعد الدين محمد السيد الشريف ابن (٢) السيد الشريف الجُرجاني، والعلّامة القاضي زاده الرومي بسمرقند، والعلّامة الشيخ عبد الرحمن القيشلاعي، وغيرهم، ودأب وجدّ واجتهد في تحصيل العلوم، حتى تقدّم في جميع الفنون، ومهر فيها وبرع، وشاع ذكره وصيته بتلك البلاد، فضلاً عن هذه، وجال بلاد العجم، ثم قدم دمشق فأقرأ (٣) بها، بل وبغيرها، ثم قدم القاهرة قبل الثلاثين واستوطنها، وانتمى للشيخ نصر اللَّه العجمي، رحمه اللّه، وجلس لإفادة العلم، وقُصد للأخذ عنه، وازدحمت عليه أفاضل أعيان الطلبة، فأخذوا عنه في سائر الفنون العلمية، واشتدّت به العناية، وكان يحضّهم في الأدب في الجلوس في الدروس ( … ) (٤) الكلام، بل وفي غير ذلك من آداب المتعلّمين على طريقة العجم وأدب البحث، حضّاً لهم في العلم. وكانت طلبة هذه البلاد تخالف هذا، فيصعب ذلك عليهم جداً، لا سيما بما يأمرهم به، وكان يبعد من لم يتأدّب بهذه الآداب، بل ولا يلتفت إليه. وكان إلى تقريره المنتهى في (أكثر) (٥) الفنون، بل في كلها، وخصوصاً الحكمة، فإنه كان ماهراً فيها جداً، عارفاً بمباحثها، وكان له خبرة تامّة بمعرفة مقاصد القوم في كتبهم المشهورة في هذه الأيام، مثل السعد التفتازاني، والسيد الشريف الجُرجاني، ونحوهم، عديم المثال في تحرير مناط ما هو مرادهم، مع جودة نقد وحُسن نظر، وأتقن مذهب الصوفية على طريقة الغزّالي، رحمه الله. وكان كثير الاعتناء بشأنه، عارفاً بمقاصده،


(١) انظر عن (الشرواني) في: إنباء الهصر ٩٢ - ٩٦ رقم ١٧، والضوء اللامع ١٠/ ٤٨، ٤٩ رقم ١٦٥، ووجيز الكلام ٢/ ٨٠٠، ٨٠١ رقم ١٨٤٠، والذيل التام ٢/ ٢٢٠، ٢٢١، ونيل الأمل ٦/ ٣٤٢ رقم ٢٧٤٥، وبدائع الزهور ٣/ ١٩.
"الشرواني": منسوب لمدينة بناها أنو شروان محمود باد، فأسقطوا "أنو" تخفيفاً. (الضوء اللامع ١٠/ ٤٨).
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "فاقراء".
(٤) كلمة غير مفهومة، لعلّها: "وعدم".
(٥) مكرّرة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>