للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان من مماليك المؤيَّد أحمد ابن (١) الأشرف إينال، وهبه له والده فاختصّ به جدّأ، وصيّره خازنداره. ولما تسلطن أستاذه صيّره خاصكيّا وخازنداراً صغيراً، وصودر بعده من الظاهر خُشقدم على مالٍ له صورة أُخذ منه، ثم تركه على حاله خاصكيّاً، ثم دام كذلك إلى سلطنة الأشرف قايتباي، فأمّره عشرة، وصيَّره من رؤوس (٢) النُوَب، وقرّبه وأدناه، وشُهر في الدولة، ولم تطُل مدّته حتى بَغَتَه الأجل بالطاعون.

وكان شاباً حسناً، ( … ... ) (٣) ذا أدب وتواضع وحُسن سمت وملتقى، ذا تحمّل في شؤونه (٤) كلها، لا بأس به.

وتوفي بالطاعون في ليلة الخميس ثامن عشرين شعبان بعد تأميره بشهور قليلة.

٥٥١ - يُلْباي الإينالي (٥)، المؤيَّدي.

السلطان الملك الظاهر، سيف الدين، أبو سعيد الجركسيّ الجنس، صاحب الديار المصرية، والبلاد الشامية، والأقطار الحجازية وما والى ذلك من الممالك.

قد تقدّم الكلام عليه في متجدّدات هذه السنة (٦) وعلى ترجمته وتنقلاته من يوم دخوله إلى القاهرة إلى يوم خروجه منها مخلوعاً من المُلك، وتوجُّهه إلى ثغر الإسكندرية، وسجْنه بها، بل وموته، بما يغني ذلك عن مزيد إعادته ثانياً، لا سيما وهو في هذه السنة، فلا نعيد شيئاً مما يتعلّق بذلك، وإن أردته مستقصَى فارجع إليه تقف عليه كاملاً.

توفي بمحبسه من الثغر المذكور، بعد أن قاسى الشدائد والأهوال من التقريع به وبهدلته وهو في ( … ) (٧) سلطنته، ثم أُخْذ ما حصّله من الأموال، وسجْنه بعد ذلك، ولم يُذكر بعد حبسه ولا التُفت إليه، ولا عُرّج عليه.

في مستهلّ ربيع الأول يوم الإثنين، وقد بلغ الثمانين أو جاوزها.

واسمه مركّب من: "يُل" وهو اسم للطريق الجادّة بالتركي. و"باي" قد عرفتَها.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "روس".
(٣) مقدار أربع كلمات ممسوحات.
(٤) في الأصل: "شونه".
(٥) انظر عن (يلباي الإينالي) في: الضوء اللامع ١٠/ ٢٨٧، ٢٨٨ رقم ١١٣١، ووجيز الكلام ٢/ ٨٠٧ رقم ١٨٥٨، والذيل التام ٢/ ٢٢٧، والنجوم الزاهرة ١٦/ ٣٥٧ وما بعدها، وإنباء الهصر ١٧، ١٨ و ١٠٥ - ١٠٧ رقم ٢٥، ونظم العقيان ١٧٨ رقم ١٩٧، ونيل الأمل ٦/ ٣٤٦ رقم ٢٧٥٠، وبدائع الزهور ٣/ ٢١.
(٦) في الأصل ضرب على كلمتي "هذه السنة"، وكتب على الهامش: "سنة إحدى وسبعين".
(٧) كلمة غير مفهومة.

<<  <  ج: ص:  >  >>