للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غير ما مرة، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي لأجل القضاء، فتولّى القضاء الشافعية بها أيضاً في دولة الظاهر خشقدم، وكان له جُرأة (١) وإقدام على الأمور المَهُولة، وما كان خالياً من فضيلة.

وكان عنده حشمة وتؤدة وحُسن سمت، وعشرة، وفكاهة محاضرة.

توفي في هذه السنة فيما أظنّ.

وهو في عشر السبعين.

٥٥٩ - بُتخاص العثماني (٢)، الظاهري.

أحد العشرات، والحاجب الثاني.

كان من مماليك الظاهر برقوق، ولم يزل جندياً نحواً من ستين سنة في عدّة دول، إلى أن تسلطن الظاهر جقمق، وهو خُشداشه، فأمّره عشرة لزيادة معرفته له، وإلّا فقد تسلطن من الظاهرية غير ما واحد كالمؤيَّد، وطَطَر، وبَرسْباي. ثم ولّاه الظاهر المذكور نيابة ثغر دمياط، ثم قبض عليه وكُفي، ثم أعيد إلى القاهرة بطالاً.

ولما تسلطن الأشرف إينال أمّره عشرة على إمرة أُزبك من طَطَخ، أتابك زمننا الذي نحن فيه الآن المذكور آنفاً. وكان الأشرف إينال المذكور قد قبض عليه، ثم رقّاه الأشرف المذكور إلى الحجوبية الثانية عوضاً عن شمام الحَسَني، ودام على ذلك مدّة حتى تسلطن الظاهر خُشقدم، فأخرج الحجوبية عنه لقانِبَك السيفي يشبُك بن أزدمر، الآتي في محلّه. وبقي بُتخاص على إمرته فقط.

ولما تسلطن الظاهر يُلَباي بعد موت الظاهر خُشقدم أخرج عنه الإمرة لعجزه وكِبَر سنّه.

ووهِم من قال: إن الظاهر خُشقدم هو الذي أخرج إمرته عنه، وقرّر في إمرته سُودُون العلائي الظاهري، المعروف بالصغير لالا، في سنة ثمانٍ وثمانين إن شاء اللَّه.

ودام بُتخاص هذا ملازماً لداره، ورتّب له ما يكفيه من الجامكية إلى أن بغته الأجل.

وكان إنساناً حسناً، خيِّراً، ديّناً، ساكناً، متواضعاً، عفيفاً عن المنكرات، والفروج.


(١) في الأصل: "جرة".
(٢) انظر عن (بتخاص العثماني) في: إنباء الهصر ١٦٧ رقم ١، والضوء اللامع ٣/ ٢ رقم ٥، ونيل الأمل ٦/ ٣٩٦، ٣٩٧ رقم ٢٨٢٧، والمجمع المفنّن ٢/ ١٨٢ رقم ٨٩٩، وبدائع الزهور ٣/ ٣٨، ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>