للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفي في شهر ربيع الأول.

وقد ناهز المائة من العمر.

ويقال: إنه آخر من مات من مماليك الظاهر برقوق.

واسمه مركّب من: "بط" بالطاء وضمّ الموحَّدة، والباء غلط عنها. ومعناه: الضمّ. و"خاص" وهو عربي، ومعنى (١) المجموع: أي ضمّ خاص وهو بالتركية. ومن الأتراك من قال: إن معناه فخذ، وهو القصر خاص. فإن الفخذ يسمّى في أيضاً، إذ هذه اللفظة مشتركة بين الضمّ والفخذ. ولعلّ الثاني أَولَى، لكن الأول من فقه آخرين أظهر. واللَّه أعلم.

٥٦٠ - بيبرس من طَطَخ (٢) الأشرفي.

أحد مقدَّمين الألوف بدمشق، المعروف بالطويل.

كان من مماليك الأشرف برسباي، وممن صُيّر خاصكيّاً في دولته، ثم نكب بعد موته، وقُبض عليه، ونُفي حين سلطنة الظاهر جقمق، ولم يزل مَنْفيّاً إلى سلطنة الأشرف إينال، فاستقدمه إلى القاهرة، وأمّره عشرة، وصيّره من جملة رؤوس (٣) النُوَب، واختص به وقرّبه وأدناه، وصار له ذِكر في دولته وشهرة، وقُصد لأمور، فأنهاها عند السلطان، ودام كذلك إلى سلطنة الظاهر خُشقدم، فصيّره أمراخوراً ثالثاً، عِوَضاً عن بُرْدُبَك هجين، ثم قبض عليه مع الأشرفية بالقصر، وسُجن بثغر الإسكندرية مع خُشداشه، ثم أُخرج إلى القدس فدام به بطّالاً حتى تسلطن الأشرف قايتباي، فصيّره من مقدَّمين (٤) الألوف بدمشق على التقدمة التي كانت بيد الوالد قبل ذلك بمدّة، لما أن كان بدمشق، ولم يزل على هذه التقدمة حتى بَغَته الأجل.

(وتوفي) (٥) بدمشق في هذه السنة، فيما يغلب على الظنّ.

وكان ذا سمت حسن وتؤدة، وله وجاهة وأدب وحشمة، وعنده شجاعة وفروسية، إلّا أنه كان مسرفاً على نفسه.


(١) في الأصل: "ومعنا".
(٢) انظر عن (بيبرس من ططخ) في: نيل الأمل ٦/ ٤٢٠ رقم ٢٨٥٧، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٦٣، ٢٦٤ رقم ١٠٢٤، وبدائع الزهور ٣/ ٤٦.
(٣) في الأصل: "روس".
(٤) الصواب: "من مقدَّمي".
(٥) من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>