للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قبل سلطنته، وكان من أعيان خاصكية الظاهر هذا في دولته، وله ذِكر وشهرة. ولما مات أستاذه أمّره الظاهر يُلباي عشرة.

ثم لما تسلطن الظاهر تمربُغا صيّره محتسبًا بالقاهرة، عِوَضًا عن خُشداشه مُغُلْباي لما نُقل إلى تقدمة ألف. وكان مُغُلْباي هذا آغاته بالطبقة، وأظنّه هو الذي اعتنى به حتى وُلّي الحسبة، ولم تطُل مدّته في الحسبة حتى قُبض عليه في تقدمة خلْع تمربُغا، مع جملة من قُبض عليه من خُشداشيه الخُشْقدميّة، ثم أُمّر طبلخاناة أو نحوها بحلب.

واتفق أن خرج يومًا للتصيّد ببعض ضواحيها.

فقتله بعض العربان هناك في شهر ذي القعدة وهو في عنفوان شبابه.

وكان شكلًا حسنًا، وله فروسية، لكنه كان غير مشكور.

واسمه مركَّب من: "تره " لفظة تركية على الغالب، وتكون إلى "خير"، و"باي " تقدّم الكلام عليها فيما مضى.

٥٧٧ - طومان باي (١) المحمدي، الظاهري.

أحد العشرات ورؤوس (٢)، المعروف بدشسِن. كأنه كان قد كُسرت له اثنتان (٣) من الأسنان.

وكان طومان باي هذا من مماليك الظاهر جقمق، وصير خاصكيًّا في دولته فيما أظنّ، أو العشرات، ثم من جملة رؤوس (٤) النُوَب. وكان أحد الباشات الأربعة في دوران المحمل في أيام الظاهر المذكور لفروسيته ومعرفة بفنّ الرمح، بل وبغيره، ولم يزل على ما هو عليه إلى سلطنة خُشداشه الأشرف قايتبابي، فعيّنه للتجريدة، فبرح إليها وعاد متمرّضًا، وطال به المرض حتى كان فيه أجَلُه.

وكان إنسانًا لا شرّ عنده ولا خير ولا تشويش على أحد من خلق اللَّه تعالى، سلم الناس من يده ولسانه مع بشر وبشاشة، وطلاقة وجه، لكنه كان مسرفًا على نفسه، منعكفاً على اللهو منهمكًا في لذّاته.

توفي في يوم الجمعة ثالث عشرين صفر.


(١) انظر عن (طومان باي) في: إنباء الهصر ١٣٤، ١٣٥، والضوء اللامع ٤/ ١٣ رقم ٤٩ ووقع فيه أنه توفي في صفر سنة ٨٨٤ هـ. وهو غلط، ونيل الأمل ٦/ ٣٩٤، ٣٩٥ رقم ٢٨٢٣، وبدائع الزهور ٣/ ٣٨.
(٢) في الأصل: "روس".
(٣) في الأصل: "اثنان".
(٤) في الأصل: "روس".

<<  <  ج: ص:  >  >>