للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخَوَنْد المعروفة بأبيها.

كانت من أعيان الخَوَندات الأكابر ورؤسائهنّ، كثيرة التأنّق في سائر شؤونها (١) وأحوالها، عليّة الهمّة في ذلك، لا سيما في اختراع أنواع وأصناف المآكل والمشارب، ذات كرم وسخاء خارج عن الحدّ بحيث أدّاها ذلك إلى أن تحمّلت الديون الطائلة لوفور كرمها وكثرة عطاياها. وكذا كان والدها الظاهر ططر، وهو مشهور الترجمة معروفها. ولها في الكرم حكايات ربّما لا يُصدّق قائلها.

حكى لي عنها إنسان من خدّام باب ستارتها يُسمَّى الحاج إسماعيل وهو ثقة بأنها مرة أمرته بأن يبتاع لها سُكّرًا لعمل معجون احتاجت إليه لمهمّ أو نحوه، وأوصته بأن يكون من أغلى أنواع السُّكّر وأجوده. قال: فابتعت لها منه مقدارًا وافرًا من أغلى أنواع السُكّر البياض الطيّب وأحضرته إليها في خيشة، فأعجبها ذلك، ثم مع تخييشه وجودته ونقائه أمرت أن تُفرش الأنطاع الجلد وتجرّد وجهته قبل استعماله فجرّد خدمها وجهه بالسكاكين، ثم بعثت إليّ بالجرارة في نطع. قال: فوزنته فكان نحو الثمانين رطلًا، وهذا غاية في الكرم والتأنّق.

وكان يذكر لنا إسماعيل هذا عنها من هذا النوع من هذه الحكاية ومن نوع التأنّق في شؤونها (٢) ومأكلها ما يقضي السامع منه العجب. وآل الأمر بها بأخرة إلى أن افتقرت، بل ربّما احتاجت أن سألت.

وتوفيت قبل أن يَفْحش الأمر بها في يوم الخميس ثاني عشرين صفر.

وقد ناهزت أو جاوزت الستين.

ودُفنت على أبيها بالقرب من ضريح الإمام الليث بن سعد، رضي اللَّه عنه، بالقرافة.

٥٨١ - فضل اللَّه بن عبد الواحد (٣) بن أبي الليث بن علاء الدين بن أبي القاسم بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن أبي الليث نصر السمرقندي، الليثي، الحنفي.

الشيخ الإمام، العلّامة، الفهّامة، الرَحلة. أفضل الدين، أحد أفراد علماء سمرقند.


(١) في الأصل: "شونها".
(٢) في الأصل: "شونها".
(٣) انظر عن (فضل اللَّه بن عبد الواحد) في: نيل الأمل ٦/ ٤١٨، ٤١٩ رقم ٢٨٥٤، وبدائع الزهور ٣/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>