للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعض الفضلاء يقول: لو حلف الحالـ[ـف بقو] له لا أعلَمَ منه بمذهب الشافعي بدمشق، بل بالشام جميعه لما حَنَث في يمينه، وهو كما قال.

أفتى البدر هذا ودرّس وانتفع به الجَمّ الغفير من الطلبة، وكانت حلقته بالجامع الأموي حافلة جدًا، حضرتُها غير ما مرة، وسمعت من فوائده، وكان بينه وبين الوالد صحبة ومحبة أكيدة، وكان له حق الجوار. وكان الوالد لما كان بدمشق على التقدمة ألف بها كان مجاورًا له في بعض دُوره التي بقرب من سكن الوالد.

وُلّي البدر هذا عدّة من الوظائف الجليلة بدمشق، فإنه لما مات والده ولي تداريسه وناب في القضاء، وكان من أجلّ النوّاب، بل ربما كان أوفر خدمة من بعض قضاة القضاة الواردين على دمشق، ممن وُلّي هو عنهم نيابة الحكم، وقُصد للفتيا من البلاد البعيدة، وأخذ عنه الأعيان من الطلبة، بل وافتخروا به وبالأخذ عنه، وصار بأخرة شيخ الشام وقاضيها. وكان جمال تلك البلاد وطرازَها. وزادت شهرته وشاع ذكره وصيته، مع ما كان عليه من البِرّ والخير والعفّة والأمانة والشهامة، ونفوذ الحركة، والكلمة والمهابة، وسعة الكرم، ونفع الطلبة، بل وغيرهم، والقيام مع من قصده [بمهـ]ـم ونحوه، والإحسان إلى خلق اللَّه تعالى، إلى غير ذلك من المحاسن الجمّةَ، وعُلوّ الهمّة. ورُشح للقضاء بدمشق غير مرة.

توفي (ليلة الخميس ثاني عشرين) (١) شهر رمضان.

وخلَّف ولديه () (٢) وليسا كمثله ولا القريب منه. رحمه اللَّه تعالى.

٥٨٧ - (محمد بن ( … ... … ) (٣) بن () (٤) العدوي، الدمشقي، الشافعي.

الناظر بالبيمارستان النوري بدمشق.

توفي في يوم الثلاثاء ثالث عشرين جماد الأول.

٥٨٨ - محمد بن سعد (٥) الدمشقي، الشافعي.

الشيخ العالم، الفاضل، شمس الدين، أحد نواب الحكم الشافعي بدمشق.

كان من أهل العلم، ووُلّي نيابة الحكم مدّة، ثم عزل نفسه.

وتوفي ليلة الجمعة ثالث عشرين صفر) (٦).


(١) ما بين القوسين من الهامش.
(٢) بياض في الأصل.
(٣) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٤) بياض كلمة.
(٥) انظر عن (محمد بن سعد) في: الضوء اللامع ٧/ ٢٤٩ رقم ٦٢٢، ونيل الأمل ٦/ ٣٩٥ رقم ٢٨٢٤.
(٦) ما بين القوسين من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>