للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولصاحب الترجمة عدّة تصانيف وتأليف، وله كتابة حسنة حُلوة، وكتب الكثير بخطه من الكتب النفيسة واقتناها.

وكان عارفًا بصناعة القضاء والشروط، وأخذه بالقاهرة عن جماعة في تردّده إليها، فإنه دخلها غير ما مرة. وممن أخذ عنه بها الحافظ ابن (١) حجر شيخ الإسلام، وسمع على الحافظ شيئًا فيما أظنّ، وقرأ عليه "ألفيّة العراقي" وشرحها. وكان يسأل الحافظ بعض الأسئلة نظمًا، بحيث كان يعجب ذلك الحافظ ويُثني عليه.

وكان حسن المعاشرة والمحاضرة، حسن السمت والملتقى، بهيّ الشكالة، منوَّر الشيبة، ذا تجمّل.

وله علينا مشيخة. وكان بينه وبين الوالد صحبة أكيدة ومحبّة قديمة.

ومما سمعته من إنشاده لغيره هذا البيت. المفرد:

إن الليالي حَبَالى … تأتي بكل غريب

وكان يوصف ببعض بُخل، ولم يزل ينفع الخلق ويُقرئ وهو على ما هو عليه من البِشر والبشاشة.

إلى أن توفي بدمشق في شهر رمضان، وهو غير قاض.

٥٩٠ - وثرك ولده الجلال عبد الرحمن (٢)، واستقر في وظايفه بعده.

وكان ولده شكلًا حسنًا، ذا بِشرٍ وبشاشة وجه وطلاقة مُحيّا، ولم يكن به بأس، وما كان خاليًا من الفضيلة، وكان والده قد تعب عليه واجتهد في تعليمه (٣) إلى أن تأهّل. بل كان والده يأمل أن يلي ولده هذا قضاء دمشق، وبقي هو كالذي تنزّه عن ذلك، فلم يتفق له ذلك.

ومات ولده هذا في سنة إحدى [و] ثمانين وثمانمائة (٤).

عن نحو الخمسين سنة.

ولعلّنا نترجمه باوسع من هذا في سنة وفاته إن شاء اللَّه تعالى.

٥٩١ - محمد بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن جسّاس الأريحي (٥)، الأذرعي، الشافعي.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) لم أجده.
(٣) في الأصل: "تعليه".
(٤) لم يذكره المؤلّف -رحمه اللَّه- في نيل الأمل.
(٥) انظر عن (ابن جسَاس الأريحي) في: الضوء اللامع ٨/ ٥٤ رقم ٦٦، وتاريخ البصروي ٤٠، والمنجم في المعجم ١٩٢، ١٩٣ رقم ١٥٤، ونيل الأمل ٦/ ٤٠٠ رقم ٢٨٣١، وبدائع الزهور ٣/ ٤٠. و"الأريحي" نسبة إلى أريحة من معاملة أذرعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>