للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبرع، وتصدّى للإفادة، ونفع الطلبة، وأفتى ودرّس، وسمع الحديث على الوليّ العراقي، والشمس الجَزَري، والحافظ ابن (١) حجر، وآخرين، وصنّف وألّف عدّة تصانيف جيّدة، (ودام على ما هو عليه من الخير إلى الآن) (٢)، ووُلّي عدّة وظائف جليلة، منها تدريس الصلاحية بقبّة الشافعي وغير ذلك. ولم يزل على ما هو عليه حتى جرت فتنة ابن (٣) الفارض المعروفة ولايته في محلّها، فكان من أكبر القائمين عليه والمُحِطّين، ولم يَحمده على ذلك أحد، وصرّح بأشياء منها أنه قال: بتائية ابن (٤) الفارض كُفْر، وقراءتها من غير إنكار زندقة. فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه، إنّا للَّه.

وكان قد تجهّز للحج هو وعياله في هذه السنة، فوعِك في أثناء ذلك، فأشيِر عليه بالإقامة فما ارعوى وخرج للبركة وهو على وعكه رجاء أن يتعافى (٥) بواسطة السفر، فزاد ما به، فسُئل في البركة في عَوده أيضًا، فامتنع ورحل مع الحاج وهو على ذلك الحال فزاد ما به، حتى قال بعضهم إنه ألقى بنفسه إلى التهلُكة بيده.

وقال بعضهم بضدّ ما قال هذا بأنه صدق العزيمة وهاجر إلى اللَّه، وأنه ممن وقع أجره على اللَّه. ورجّح العارضون (٦) الأُوَل، ورجع ذلك في الحقيقة لمن بيده الأمر، جلّ اسمه وعزّ سلطانه.

ولما وصل الحاج إلى المكان المسمّى بثغرة حايد توفي به في ليلة الجمعة خامس عشري شوال.

فتكلّم الناس في ذلك لما بلغهم بعد أن تأسّت عليه جماعة بأن ذلك جرى عليه بسبب ابن (٧) الفارض وما وقع منه في حقّه، واللَّه أعلم بالأحوال، وإليه المرجع والمآل.

وترك ولديه، (فمات أحدهما) (٨) وهو () (٩) في خامس عشري شوال أيضًا سنة ست وسبعين الاتية.

وأمّا الآخر وهو () (١٠) فباقٍ إلى يومنا هذا، ستر اللَّه علينا وعليه العيوب.

واستقر في مشيخة الصلاحية بعده التقيّ الحصني.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) ما بين القوسين ضرب عليها خطًا
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "يتعالى".
(٦) في الأصل: "العارضين".
(٧) في الأصل: "بن".
(٨) ما بين القوسين ضرب عليه خطًا.
(٩) بياض مقدار كلمتين.
(١٠) بياض كلمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>