للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البعلبكيّ الأصل، القاهري، المصريّ المولد والوفاة، الحنفي، ثم الشافعي.

الشيخ المتقن المفنّن، تقيّ الدين، رأس المؤرّخين، وعمدة المحدّثين، علّامة عصره، ووحيد دهره في الحديث والتاريخ، بل وغير ذلك.

ولد بالقاهرة سنة ست وستين/ ٥١ أ/ وسبعمائة.

وكان والده قدم إليها قبل ذلك من دمشق وقطنها، وتولّى بعض ولايات مما يتعلّق بالقضاة، ثم تولّى التوقيع في ديوان الإنشاء، وتزوّج بأسماء ابنة الشيخ شمس الدين ابن الصائغ الحنفي، فأولدها الشيخ تقيّ الدين هذا في التاريخ المذكور، ونشأ بالقاهرة صيّناً، ديّناً، فطِناً، ذكيّاً، حافظاً، ضابطاً، متقناً، وحفظ القرآن العظيم في حالة صِغره، وشيئاً من المختصرات الفقهية في مذهب أبي حنيفة رضي اللَّه عنه، تَبَعاً لجدّه لأمّه الشيخ شمس الدين المذكور، ثم لما شبّ وترعرع وناهز العشرين، ومات والده في سنة ست وثمانين وسبعمائة تحوّل هو إلى مذهب الشافعي لأمير من الأمور، مع أن والده كان حنبليّاً فحُبِّب إليه الحديث واتباعه فتعاناه واجتهد في ذلك غاية الاجتهاد، وسمع الكثير منه من جماعة كثيرة، ومنهم الطبردار، وحدّث ببعض مسموعاته. وكان خيّراً، ذا ديانة وأمانة، وضبط التواريخ للناس وأجازهم ناقداً لكن مع بعض أوهام تقع له في بعض مواضع في التاريخ وذلك سهل، وكان من كثرة ميله إلى الحديث مُتَّهم بمذهب الظاهرية.

قال الحافظ ابن حجر (١)، رحمه اللَّه: ولكن لم يُعرف به. وكان له همّة عليّة في التولّع بالفنون. وجمع في التاريخ كتباً مفيدة كالدّرر (٢)، [و] السلوك (٣)، والخطط (٤)، وتاريخ كبير سمّاه "المقفَّى" (٥) في عدّة مجلّدات، وغير ذلك، وكان من ولوعه الولوع الزائد بالتاريخ يحفظ منه الشيء الكثير، فكان بسبب ذلك حُلو المحاضرة، حسن المذاكرة والمعاشرة، كثير النوادر لا يُملّ منه ولا من صحبته، مع تعصّب كان فيه على الحنفية كرهتُ له ذلك مع أنه كان منهم حتى أنه كان يفحش في تعصّبه ويتغالى في ذلك، ومن وقف على تصانيفه ظهر له ذلك بأدنى


=المؤسس للمعجم المفهرس ٣/ ٥٨ - ٦٠ رقم ٤٢١، ومختارات من المخطوطات العربية النادرة في مكتبات تركيا ٧٧٧ - ٧٨٠ رقم ١٤٧٩، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع ٥/ ١٣٧ - ١٤٧، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق ٢ ج ١/ ٣٣٧ رقم ١٨٧.
(١) في إنباء الغمر ٤/ ١٨٧.
(٢) هو كتاب: "الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة". مطبوع.
(٣) هو كتاب: "السلوك لمعرفة دول الملوك". مطبوع.
(٤) هو كتاب: "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" المعروف بالخطط المقريزية. مطبوع.
(٥) هو المقفَّى الكبير. مطبوع ولكنّه ناقص.

<<  <  ج: ص:  >  >>