للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تأمّل سامحه اللَّه تعالى، فإنه لا فائدة في التعصّب في مثل ذلك، رضي اللَّه تعالى عن علماء الإسلام المجتهدين، أئمّة الذين الذين جلوا الطريق وأظهروا التحقيق، فلمصيبهم أجران، ولمخطئهم أجر ما لنا، والعصبية على من له الأجر على كل حال، أولئك الرجال فنحن من العصبية بريؤون (١)، ومقام كلِّ من علماء السلف رضي اللَّه عنهم عارفون، ولكل منهم محبّون، فرحم اللَّه من أنصف ولم يتعسّف، وعن التعصّب توقّف.

وكان التقيّ المذكور يكثر من الحج والمجاورة، وكان بعض الناس ينسبه إلى الفاطميّين من الخلفاء المصريين من بني عبيد اللَّه الذي يلقّب بالمهدي المشهور المعروف.

قال الحافظ ابن حجر (٢)، رحمه اللَّه: لقد رأيت بعض المكيّين قرى عليه شيئاً من تصانيفه فكتب في أوله نسبه إلى تميم بن المعزّ بن المنصور بن القائم بن المهدي عبد اللَّه القائم بالمغرب قبيل الثلاثمائة. والمُعِزّ هو الذي بُنيت له القاهرة، وهو أول من ملك مصر من العبيديّين، فاللَّه أعلم.

قال -أعني الحافظ-: ثم إنه كشط ما كتبه ذلك المكي من أول المجلّد، وكان لا يتجاوز في نسبه في تصانيفه عبد الصمد بن تميم. ووقف على ترجمة جدّه عبد القادر بخط تقيّ الدين بن رافع، وقد نسبه أنصارياً، فذكرت ذلك له فأنكر ذلك على ابن (٣) رافع وقال: من أين له ذلك؟

قال -أعني الحافظ ابن (٤) حجر-: وذكر لي ناصر الدين ابن أخيه (٥) أنه بحث عن مُستند أخيه تقيّ الدين في الانتساب إلى العُبَيديين، فذكر له أنه دخل مع والده جامع الحاكم فقال له وهو معه في وسط الجامع: يا ولدي هذا جامع جدّك. انتهى.

وقال الجمال بن تغري بردي (٦)، رحمه اللَّه، في ترجمته: وأملى عليّ نسبه الناصري محمد ابن أخيه بعد موته إلى أن رفعه إلى علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه من طريق الخلفاء الفاطميّين. انتهى كلامه.

أقول: وليس في الانتساب إلى الفاطميّين فخر، فإنّ جماعة من كبار علماء الإسلام والمؤرخين المعتمدين أجمعوا على أن بني عُبيد ليسوا بفاطميّين، بل


(١) في الأصل: "بريون".
(٢) في إنباء الغمر ٤/ ١٨٨.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "أخوه".
(٦) في النجوم الزاهرة ١٥/ ٤٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>