للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأشيع موته بالقاهرة مراراً حتى تحقّق أنه توفي في يوم الأحد رابع ذي القعدة من هذه السنة.

وانطفت جمرة ناره وخمدت وذهبت آثاره ودثرت فكأنه لم يكن، ولم ينفعه منصبه ولا تدبّره، بل كان في ذلك تدميره، وانتقم منه المنتقم، ولحق الظالم بمن ظُلم، كما جرت به عادة اللَّه تعالى في الغالب.

وإلى نحو هذا أشار الحافظ ابن (١) حجر، رحمه اللَّه تعالى، في تاريخه (٢)، ومن بحره اغترفنا، وبفضله اعترفنا. وتولّى قضاء الإسكندرية بعده الشيخ شهاب الدين العدني التلمساني السوسي. وسيأتي ذكر ولايته في المتجدّدات من السنة الآتية إن شاء اللَّه تعالى. وولي فيما بعد قضاء دمشق، ودام بها مدّة.

وتوفي بها بعد السبعين، فكان من أكبر أصحاب الوالد وأحبابه، ومن أصحابنا أيضاً كما سيأتي (٣) ترجمته في محلّها إن شاء اللَّه تعالى.

ولما وُلّي هذا الإسكندرية باشرها مباشرة حسنة بعفّة وصيانة وأمانة وحُمدت سيرته وشُكرت قضاياه، وكان ذلك سبباً لظهوره وشُهرته فيما بعد، رحمه اللَّه تعالى.

٣٣ - عبد الله بن محمد بن عيسى بن محمد بن جلال الدين العوفي (٤)، القاهر، الزيتوني، الشافعي.

الشيخ جمال الدين. يقال إنه منسوب لعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة رضوان اللَّه عليهم أجمعين. هكذا قاله الحافظ السخاوي في تاريخه (٥).

ولد في سنة خمس وسبعين وسبعمائة في مستهلّ المحرّم.

وحفظ القرآن العظيم، و"الحاوي" و"التنبيه" و"منهاج الأصول"، وغير ذلك، ثم اشتغل بالعلم فأخذ عن جماعة، منهم: السراجَي البُلقيني، وابن الملقّن، والبرهان الإبناسي، وابن القطان، والشهاب الأشموني الحنفي، والمحبّ (بن) (٦) هشام، والشيخ قنبر، وأخذ في الحديث عن الزين القرافي، وسمع على جماعة، وناب في القضاء قديماً وحديثاً، وحُمدت سيرته وقضاياه، وأقرأ، وربّما أفتى، وخطب ببعض الجوامع.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) إنباء الغمر ٤/ ١٩٠، ١٩١.
(٣) في الأصل: "سيأتي ".
(٤) انظر عن (العوفي) في: إنباء الغمر ٤/ ١٨٩، ١٩٠ رقم ٥، والضوء اللامع ٥/ ٦١.
(٥) الضوء اللامع.
(٦) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>