للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشيخ الأديب، الفاضل، البارع، الكامل، الخيّر، الدّيّن، الصالح، شمس الدين، مادح النبي - صلى الله عليه وسلم -، المعروف بابن زين.

ولد قبل الستين وسبعمائة.

وحفظ القرآن العظيم، و"التنبيه"، و"الألفيّة"، واشتغل بالعلم، فأخذ عن جماعة، منهم: العزّ القليوبي، والشمس القرافي، وحضر دروس الإبناسي، وسمع الحديث على جماعة، وقرأ بالسبع وأقرأ، وانتفع به الكثير من الناس في ذلك. وكان به صمم (١)، فلو دقّت عنده الطبول لما سمعها على ما قيل عنه (٢)، ومع ذلك فكان إذا قُرئ عليه القرآن ردّ القارئ إذا غلط، وعُدّ ذلك من كراماته. وشرح "ألْفيّة" ابن (٣) مالك، ونظم في أشياء علمه شيئاً كثيراً غير المدائح النبوية على الممدوح بها أفضل الصلاة والسلام، وأكثر منها.

قال شيخ الإسلام بدر الدين العَيني في ترجمته له في "تاريخه" (٤): نظم أربعة عشر ألف قصيدة وخمسمائة قصيدة وثلاثمائة في قصص الأنبياء، وغيرها.

وعاش تسعين سنة.

فقيل إنه رأى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تسعمائة مرة. انتهى كلامه.

وأخبرني رجل من أصحابنا يسمّى شمس الدين محمد بن موسى بن سليمان بن خليل بن عبد الوهاب الفيّومي، القاهري، الحنفي، أحد السادة الصوفية بالخانقاه الشيخونية خطيب الجامع الزاوية القانبائية بالرُميلة، وهو من أهل الدين والخير انه سمع ممن يثق به عن ابن (٥) زين هذا أنه كان بمجرّد ما يُغمض عينه يرى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

قال: وجاء إليه مرة رجل كان مسرفاً على نفسه فقال له: يا سيّدي انظر لحالي يسترشده، فقال له: أكثِر من قراءة سور الأنعام (٦)، فلازمها ذلك الإنسان مواظباً عليها، فمات بعد ذلك حين مات وهو ساجد.

ولْنذكر قصيدة من قصائد ابن (٧) زين هذا في مدح النبي عليه السلام تبرّكاً


(١) في الأصل: "صمماً".
(٢) كتب بإزائها على الحاشية بخط مختلف: "وله وضع الحديث يأتي قوله إذا دقت عنده الطبول لا يسمعها إلا أن يحرق بطرق بطريقي أيضاً".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في عقد الجمان (وفيات ٨٤٥ هـ.).
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) هي السورة رقم (٦).
(٧) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>