للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفي رحمه اللَّه تعالى في يوم الجمعة ثامن عشرين جمادى الأولى، ودُفن بتربة الجامع الكبير وتأسّف الناس على فقده، رحمه اللَّه.

٧٧ - وترك ولده شيخنا العلّامة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب (١) فقيه طرابلس الآن ومفتيها وخطيبها وابن خطيبها ومفتيها، وهو ممن أخذت عنه، بل وقرأت عليه وحضرت دروسه بجامع طرابلس. ونحن بها في سنة اثنتين (٢) وستين وما بعدها إلى أن خرجنا في سنة خمس وستين أو قبلها بيسير. وهو ذات حسنة وسمَتْ حسن.

ولد تقريبًا سنة سبع أو ثمان من هذا القرن بطرابلس، وبها نشأ في كنف أبيه. فقرأ القرآن العظيم، وحفظ "المنهاج" وغيره، والثشغل على أبيه ولازمه، وأخذ عن غيره أيضًا، وانتهت إليه رياسة مذهبه بطرابلس بعد أبيه، ووُلّي خطابة الجامع بها عِوضًا عنه، وأفتى ودرّس، وعلى ذهنه بعضٌ من أنواع الفروسية من الرمي بالنشاب وغير ذلك، وله نظم وسط، أستحضر منه هذا البيت من قصيدة، وهو قوله:

نحن المحبّين قد ضاقتْ مذاهبنا … فالقربُ ينعشنا والبُعد يَفنينا

وصنّف وألّف، وله تفسير القرآن اختصر فيه تفسير والده، وضمّ إليه أشياء من غيره سمّاه "التطريز في تفسير القرآن العزيز" رأيته بخطّه في مجلَّدين ضخمين، وله شروح عدّة على بعض مختصرات فقهية كالمنهاج، والتنبيه، والزبد، وغير ذلك، وهو الآن بتلك البلاد بصدد نفع الطلبة واشتغاله وقد كبُر سنّه، وكان يُلمَز بشيء يشينه اللَّه أعلم بصحّته، وكان ذلك في تلك الأمكنة، وأمّا الآن فيُذكر عنه الخير والدين والقيام في نفع المسلمين والصدع بالحق في خطبه والتبكيت على الظَلَمة


(١) توفي عبد الوهاب بن محمّد بن يحيى بن زُهرة في سنة ٨٩٥ هـ. انظر عنه في: وجيز الكلام ٣/ ١١٥٣ رقم ٢٣٤٢، والضوء اللامع ٥/ ١١٣، ١١٤ رقم ٤٠٥، و ٩/ ١٤٢، والذيل التام ٢/ ٥٧٩، ٥٨٠، والتعليق، لابن طوق الدمشقي، مخطوط الظاهرية ٤٥٣٣ ورقة ٤٢ أ، (المطبوع) ١/ ٢٥٥ سنة ٨٨٨ هـ، ومتعة الأذهان ١/ ٤٨٧ رقم ٥١٦، ومفاكهة الخلّان، لابن طولون ١/ ٩٦ وفيه وفاته ٨٩٣ هـ.، وكذا عند ابن طوق ١٧٦ أ، وذخائر القصر، ورقة ٣٤ ب، ٣٥ أ، وإيضاح المكنون ١/ ٢٠٤ و ٢٧٦ و ٢٧٧ و ٢/ ٦٩٣، وهدية العارفين ١/ ٦٤٠، ومعجم المؤلفين ٦/ ٢٣٠، وتاريخ طرابلس ٢/ ٤٤٥، ٤٤٦، والكتاب العربي المخطوط، د. فؤاد أيمن سيد ٢/ ٥٧١، وتاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك (تأليفنا) ١٠٤ - ١٠٦، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق ٢ ج ٢/ ٢٩٧ - ٢٩٩ رقم ٦٤٨، وآثار طرابلس الإسلامية (تأليفنا) ٨٢ - ٨٥ رقم ٨.
(٢) في الأصل: "سنة اثنين".

<<  <  ج: ص:  >  >>