كتاب الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم

ذكر نبذ من تراجم الأعيان ووفياتهم في هذا الزمان سنة ٨٤٩ هـ. - (ترجمة الشارعي) - ج: 1 - ص: 346

ثم لما مات الأمشاطي (١) وولي الشرف ابن (٢) عيد (٣) المحضر من دمشق لم يقع منه ذلك أيضًا، وشرطه في ولايته.

ثم لما ولّي بعده حين مات بعد أيام من قضائه بالزلزلة الكائنة في سنة ست وثمانين الشمس المعروف بالغزّي (٤) شدّد أيضًا في ذلك، لا ديانة، بل ليروج عند الدولة، وإن كان مقصدهم عكس ما هو في مراده، فسلّط اللَّه تعالى هذا المعروف بالشارعي لما كثر التشديد في مثل ذلك بالأوقاف، وبلغ في ذلك بحيث صار يتوجّه بالمكاتيب وشروط الواقفين إلى ثغر الإسكندرية ويعمل ما شاء من الاستبدالات بضروب من الحِيل والشهادات الملفّقة، إلى غير ذلك ممّا لا يحلّ فعله. وله حكايات تجدّدت في هذه الأيام في مثل ذلك ممّا لا يحلّ سماعها، فضلًا عن معرفتها، وعنده، المسكين، من الجسارة والإقدام على مثل ذلك وغيره حتى إراقة الدماء ما لا عنه مزيد. وهو الذي تولّى قضيّة تمراز الأشرفي (٥) الدوادار

---

(١) الأمشاطي هو: قاضي القضاة الحنفية، شمس الدين محمّد بن أحمد بن حسن بن إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل العينتابي الأصل، الكجكاوي. ولد سنة ٨١٢ ومات في شهر رمضان ٨٨٥ هـ. انظر عنه في: وجيز الكلام ٣/ ٩١٣ رقم ٢٠٦٧، والضوء اللامع ٦/ ٣٠١ - ٣٠٤ رقم ١٠٠٤، والذيل التام ٢/ ٣٣٦، والقبس الحاوي ٢/ ٨٥، ٨٦ رقم ٦٣٤، وإنباء الهصر ٤٩١ و ٤٩٢ و ٥٠٣، وحوادث الزمان (بتحقيقنا) ١/ ٢٥١ رقم ٣١٤، ونيل الأمل ٧/ ٢٧٠ رقم ٣١٥٧، ومفاكهة الخلّان ١/ ٢٨، وبدائع الزهور ٣/ ١٧٠، والذيل على رفع الإصر ٢٠٥ - ٢١٩، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) ٢٠٥ - ٢١٩.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) هو الشرف موسى بن أحمد بن عيد العجلوني، الدمشقي (نيل الأمل ٥/ ٢٧٠) توفي بالزلزلة في شهر محرم ٨٨٦ هـ. انظر عنه في: وجيز الكلام ٣/ ٩١٨، ٩١٩ و ٩٢٤، ٩٢٥ رقم ٢٠٨٧، والضوء اللامع ١٠/ ١٧٩ - ١٨١ رقم ٧٥٩، وكشف الصلصلة ٢٠٩، وحوادث الزمان ١/ ٢٥٦ رقم ٣١٧، ومفاكهة الخلّان ١/ ٣٤، ٣٥، وبدائع الزهور ٣/ ١٧٨، ١٧٩، والدارس ١/ ٤٩٣، ونيل الأمل ٧/ ٢٨١، ٢٨٢ رقم ٣١٧٥، وموسوعة علماء المسلمين (المستدرك على القسم الثاني) ٢٨٣، ٢٨٤ رقم ٢٥٦.
(٤) ابن عيد هو: شمس الدين محمّد الغزّي ابن المغربي. استقر في قضاء الحنفية بمصر بعد وفاة الأمشاطي، وذلك في شهر صفر ٨٨٦ هـ. وفيه قيل:
يا حسرة وافت ويا زلّة … لمصر بعد العزّ والمرتقى
وقد قهرت لما ولي قاضيا … ألا لكن الغزّي يا للشقا
(والبيتان مكسوران). (نيل الأمل ٧/ ٢٨٥).
(٥) قُتل تمراز الأشرفي في شهر جمادى الأولى ٨٧١ هـ. انظر عنه في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٥٣، ووجيز الكلام ٢/ ٧٨٩ رقم ١٨١٩، والضوء اللامع ٣/ ٣٦ رقم ١٥١، ونيل الأمل ٦/ ٢٥٧، ٢٥٨ رقم ٢٦٧١، وحوادث الزمان ١/ ١٧٨ رقم ٢٣١، وبدائع الزهور ٢/ ٣٤٦، وتاريخ طرابلس ٢/ ٨١ رقم ٣٠ و ٣١، ومملكة صفد في عهد المماليك ٢٩٧، ٢٩٨ رقم ١٢٢.