للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واستمرّ كذلك إلى أن تأمّر في أوائل دولة الأشرف برسباي أو الظاهر ططر بالشامٍ، ولم يتأمّر بالقاهرة شيئًا، ثم تنقّل إلى أتابكية غزّة، أظنّه في دولة الأشرف أيضًا، ولم يزل حتى أمّره الظاهر تقدمة ألف بدمشق، ثم نقله إلى نيابة غزّة بعد موت طوخ مازي، ولم يزل بغزّة حتى واقع بين القائد وحُرَم من العربان، وآل الأمر بينهم إلى حرب بين الطائفتين، فخرج طوخ مساعدًا للقائد متعصّبًا لهم بعد أن حذّره أبو طر أمير حرم الشاوري، وبعث إليه بأنه لا يدخل بين الفريقين فلم يوافقه لحضور منيّته، فاتفق أنه كسر العرب بعد أن حاربهم، فلما هزمهم تقاعد عن أمرهم واعتقد نفسه فلم يعبأ بهم بعد الكسرة، ونزل بمكان مطمئنًّا به عنهم وإذا بهم وقد كرّوا عليه وعادوا إليه وهو في غفلة، فقتلوه أشرّ قتلة وبقروا بطنه، ومثّلوا به بعد أن قاتل قتال الموت، وقُتل معه دواداره طوغان وجماعة أُخَر من مماليكه نحو الستة عشر نفسًا، ومن العرب نحو الثلاثين، وجُرح فيها طوغان نائب القدس. وكان قتله سببًا لفساد كبير بتلك النواحي فإنه من حينئذٍ اشتغل العربان العُصاة بقطع الطرقات والتشويش على الخلق بتلك البلاد، ومن ثمّ ظهر أنوطرون بن طوخ هذا لأناس له وعنده شجاعة وإقدام وجسارة لولا طمع فيه ومحبّة في الدنيا شديدة.

توفي في آخر ذي حجة على ما قاله بعضهم من الحالية، وهذا تهيّأ عليه هناك. وقيل في أوائل المحرّم من هذه، وهو الصواب، وذلك وهْم.

و"طوخ" كلمة مفرَدة، والواو فيها لإشباع كلمة الطاء كما في أمثاله في لغة التُرك. وقد يقال بالقاف بدل الخاء، ومعناها بالعربي: شابع، وهو ضدّ الجائع، واستُعملت علمًا لشخص.

٩٠ - طوغان (١).

دوادار الذي قبله. قد تقدّم خبر قتله مع سيّده.

وكان مشكور السيرة لا بأس به، وعنده حُسن سفارة.

هكذا أخبرني به من يعرفه.

٩١ - عبد اللَّه بن محمّد بن موسى المغربي، التلمساني، العبد الوادي، المالكي، المعروف بالعبدوسي (٢).


= والدليل الشافي ١/ ٣٧١ رقم ١٢٧٤، ووجيز الكلام ٢/ ٦٠٦ رقم ١٣٩٤، والضوء اللامع ٤/ ١٠ رقم ٣٢، والتبر المسبوك ١٠٨، ١٠٩ (١/ ٢٧٢)، والذيل التام ١/ ٦٥٦، ونيل الأمل ٥/ ٢٠١، ٢٠٢ رقم ٢٠٦٩، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٧، وقد تقدّمت ترجمته برقم (٥٩).
(١) تقدّمت ترجمة (طوغان) في: وفيات السنة الماضية، برقم (٦٠).
(٢) انظر عن (العبدوسي) في: الضوء اللامع ٥/ ٦٧، والتبر المسبوك ١٢٩، (١/ ٢٧٢)، ووجيز =

<<  <  ج: ص:  >  >>