للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معه كيس فضّة ويجلس على باب المدرسة بعد صلاة العصر في كثير من الأوقات، ولا يزال يتصدّق منه إلى أن يفرغ أو يتفق أذان المغرب قبل فراغ الدراهم فيجيء بعض أهل المكان لصلاة المغرب فيفرغ سودون ما بقي في ذلك الكيس على الحصير، ويقول لهم خذوه تارة لثلائة أو الإثنين وتارة لواحد على قدر ما يتفق من مجيء أرباب وظائف المكان فيأخذونه ويقسّمونه فيما بينهم أو ينفرد به الواحد إذا لم يجيء غيره.

قال: وكان غالب ما يبقى نحو الثلاثمائة نُقرة أو فوقها. وكان يُعاب بأنه لا يُفشي السلام لبعض تعاظم عنده، بل ربّما كان لا يردّ على من يسلّم عليه ويُعاب أيضًا بسطوته وظلمه لأهل داره من عياله وخدمه.

توفي بدمشق على نيابة قلعتها في أوائل صفر.

١١٧ - ضَيغَم بن خُشْرُم (١) الحسيني، المدني.

السيد الشريف، أمير المدينة المشرّفة، كان استقرّ فيها بعد ابن عمّه مانع، وأقام مدّة ثم انفصل في هذه السنة بأمان بن مانع المذكور فلم يذعن له ضَيْغم حتى بذل له على ذلك مالًا (٢). فأخذه منه وخرج من المدينة وتوجّه إلى بعض الجهات.

فقُتل بها بعد يسير في هذه السنة.

١١٨ - عبد الباري (٣) بن يعقوب القاهري.

زين الدين المعروف بابن أبي غالب، أحد أعيان الكتبة وموقّعي الدَّلسْت. هو من ذرّية ابن أبي غالب صاحب المدرسة بقرب قنطرة الموسكي المجاورة للمدرسة الزينية. كان كاتبًا في ديوان الجيش الشامي، ثم صار أحد موقّعي الدَّلسْت، وكان يوقّع أيضًا بباب الدوادارية الكبار، وسمع "الصحيحين" كُلآ على الجمال الأميوطي وكان عنده ثَبَت بذلك. وقرأ عليه التقيّ القلقشندي، ولم يشتهر.

وأرّخه البدر العَيني (٤)، رحمه اللَّه، وأثنى على دينه وخيره وبِرّه وعليه. ولم يذكر مولده.


(١) انظر عن (ضَيغَم بن خُشرُم) في: الضوء اللامع ٤/ ٢ وفيه: "ضُغَيم"، ووجيز الكلام ٢/ ٦١٢ رقم ١٤٠٦، والتبر المسبوك ١٥٣ (١/ ٣١٥)، ونيل الأمل ٥/ ٢٢٦، ٢٢٧ رقم ٢١٠٤، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥٦.
(٢) في الأصل: "مال".
(٣) انظر عن (عبد الباري) في: التبر المسبوك ١٥٣ (١/ ٣١٥، ٣١٦)، والضوء اللامع ٤/ ٣٢، وفيهما "عبد الباقي"، أما في نيل الأمل ٥/ ٢١٩، ٢٢٠ رقم ٢٠٩١ ففيه: "عبد الباري"، ومثله في بدائع الزهور ٢/ ٢٥٤، وكذلك في الأصل.
(٤) في عقد الجمان ج ٢٤ ق ٢/ ٧٧٣ (ميكرو فيلم ٦٥٠٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>