للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحُسن سمت (وصدق لهجة، ومعرفة) (١) بجهات ممالكه قلّت أو كثُرت، قرُبت أو بعُدت، غير مقدام على (سفك) (٢) الدماء لا يحب ذلك، حتى قيل إنه لم يسفك دمًا في مدّة سلطنته بغير وجهٍ شرعي، وعُرف بغاية السؤدد والفضيلة، لعلّه من نوادره، على أن مُلكه دام نحوًا من تسع سنين. وكان شديد الاحتمال الزائد المفرط، والإغضاء إلى الغاية، بحيث كان ذلك ذريعة إلى قول بعض المؤرّخين عنه أن ذلك يؤدّي لقلّة المروءة، وجهل هذا القائل، بل إنما ذلك من حلمه (وحيله وكثرة تجاربه) (٣) وعدم إرادته إثارة الكواين وتحريك السواكن، فإنه كان يحب (أن لا تتحرك في أيامه الفِتَن) (٤)، ولا تتحرك السواكن، ويدلّ على ما قلت أنه كان إذا أُتي بما يصدر عن جُلبانه أجاب: ماذا الذي فعل هؤلاء وقد كنا في أيام الناصر نختطف النساء من الحمّامات، وهذا عن حنكة زائدة. وكان فصيحًا إلى الغاية باللغة التركية، حتى سمعت شيخنا العلّامة الكافِيَجي، رحمه الله تعالى، يقول: إن إينال أفصح من رأيت من الأتراك بمصر وأعرفهم بلغة الترك. وكان من البخلاء المعدودين بالشحّ حتى على نفسه، وله في البخل أخبار غريبة لا سيما في حال سلطنته واستيلائه على الأمر.

وحُكي عنه أنه أعطى سائلًا رغيفًا في أيام سلطنته.

على أن بخله يكاد أن لا يُذكر بالنسبة إلى غيره (في أيامنا) (٥) هذه، (فإن كنت عارفًا كفاك هذه الإشارة فلا نحتاج) (٦) إلى التصريح.

ولقد سمعت الكثير من الناس يذكرون (رحم الله) (٧) أيام إينال ويذكرون ما كان في غيرها من الأرزاق ومَشي الحال و (حتى كان كرم جنده ما غطّى بُخله هو بخلاف هذه) (٨) الأيام بات ظاهرًا (٩) بين الأنام، فلا يحتاج فيه إلى الكلام، إذ البخل بها عامّ وطامّ.

ومما كان يعاب به إينال أيضًا كونه كان عُريًا عن الفضائل العلمية، وكان أمّيًّا


(١) ما بين القوسين ممسوح، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٢) ما بين القوسين ممسوح، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٣) ما بين القوسين ممسوح، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٤) ما بين القوسين ممسوح، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٥) ما بين القوسين ممسوح، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٦) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٧) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٨) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، استدركناه من المجمع المفنّن.
(٩) في الأصل: "بات ظاهر".

<<  <  ج: ص:  >  >>