للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفي بعد سَلْخ ولده حمزة باثنين وعشرين يومًا، ودُفن خارج القاهرة.

١٧٢ - قانباي الجركسي (١).

أميراخور كبير.

كان في الأصل من مماليك دُقماق نائب حلب، ثم نُقل إلى ملْك الأمير الكبير الأتابك يشبُك الشعباني، ثم وهبه يشبُك المذكور لجركس المصارع القاسمي أخي الظاهر جقمق. وهو -أعني جركس هذا- مزبور الترجمة، وأجرى عتقه على قانباي هذا، ودام عنده إلى أن قُتل في سنة عشرة (٢) وثماني ميّة (٣). فتنزّل قانباي هذا في جملة الخيل السلطاني، ثم صار خاصكيًّا بعد موت المؤيَّد شيخ، واستمر كذلك مدّة مطوّلة في عدّة دول وهو لا يؤبه به ولا يُلتَفَت إليه، ولا يُعوَّل عليه حتى صار أخو أستاذه مدبّر المملكة للعزيز يوسف ابن (٤) الأشرف برسباي فأمّره بعنايته عشرة لكونه تولّى لأخيه، ثم لما تسلطن بعد قليل قرّب قانباي هذا وأدناه، واختص به ورقّاه إلى شادّية الشراب خاناه على إمرة طبلخاناه، ثم صيّره من جملة مقدّمين الألوف وشادّية الشراب خاناه مدّة، ثم رقّاه إلى الدوادارية الكبرى بعد تعذيب بدوي المؤذي بحكم وفاته، فنالته السعادة وصار أحد مدبّري المملكة للظاهر جقمق مع ما هو فيه من عدم التدبير والطيش والخفّة وكثرة التهويل، وعظُم مع ذلك في الدولة جدًّا حتى صار هو المشار إليه والمرجع في أمور المملكة والتعويل عليه. ثم وُلّي الأميراخورية الكبرى بعد موت قراقجا الحسني في سنة ثلاث وخمسين، ووُلّي إينال الأجرود الدوادارية الكبرى. وكانت الأميراخورية قد عُيّنت لأسَنْبُغا الطيّاري، فلا زال قانباي هذا بالظاهر حتى ولّاها إيّاه، وترك الدوادارية اقتحامًا على الرياسة، فشتّان ما بينه وبين من عُيّنت له الأميراخورية، فأبى إلّا الدوادارية، وكذا بين من عُيّنت له الأميراخورية بعد أن وعد بالدوادارية فما انشرح للأميراخورية.

وقد وقع هذا بعصرنا هذا في دولة الأشرف قايتباي، وسيأتي ذلك في محلّه في سنة ستّ وثمانين إن شاء اللَّه تعالى.


(١) انظر عن (قانباي الجركسي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣١٥، ٣١٦، ووجيز الكلام ٢/ ٧٤٩، ٧٥٠ رقم ١٧٢٥، والضوء اللامع ٦/ ١٩٤، ١٩٥ رقم ٦٥٧، والذيل التام ٢/ ١٦٤، والدليل الشافي ٢/ ٥٢٩، ٥٣٠ رقم ١٨١٨، والمنهل الصافي ٩/ ٢٠، ٢١ رقم ١٨٢٦، ونيل الأمل ٦/ ١٣٧ رقم ٢٥٤٦، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩١.
(٢) في الأصل: "سنة عشر".
(٣) هكذا في الأصل.
(٤) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>