للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفي في هذه السنة على ما بلغني، وكان في عشر السبعين.

وقد رأيته بتونس، كثير الحشمة و ( ...... ) (١) له تجمّل وحُسن سمت.

٢١٦ - (بُرْدُبك) (٢) الأشرفي، القُبْرسي (٣).

الدوادار الثاني، وصهر الأشرف إينال أستاذه على ابنته الخَوَنْد بدرية أخت بُردُبك هذا من سبي قبرس المحضَرين في سنة تسع وعشرين وثمانمائة.

ولكن إينال من السبْي، وكان مراهقًا للبلوغ، وكان إينال ممن حضر فتح قبرس وأبلى في الفرنج البلاء الحسن، وأحضر عدّة من السبي، بينهم بُردُبك هذا، وقَراجا الطويل، وآخرون (٤) قد أشرنا إليهم في تاريخنا هذا، وربّاه إينال هذا فأحسن تربيته، ثم أعتقه وجعله خازنداره، ثم أزوجه بعد ذلك بابنته الكبرى من زوجته الخَوَند زينب وهي أمّ أولاده، أعني بدريّة، فإنّ بُردُبك هذا استولدها عدّة أولاد من الذكور ثلاثة (٥)، وهم: محمد، وأحمد، وإبراهيم، والثلاثة موجودن الآن، وقد قدّمنا ذِكرهم في ترجمة لمحمد الأكبر. ومن الإناث اثنتان (٦) أيضًا منهنّ وهما: سعد الملوك زوجة تَنِبَك قَرا أحد مقدَّمين الألوف بعصرنا هذا، من مماليك جدّها لأبيها الأشرف إينال ( … ) (٧) زوجة آقبردي الأشرفي أمير الحاج الأول أحد العشرات الآتي في محلّه، وتزوّجت قبله غيره أيضًا.

وستأتي ترجمة الخَوَند بدريّة في سنة وفاتها إن شاء اللَّه تعالى.

ودام بُردُبك هذا خازندارًا عند إستاذه مدّة، ثم نقله إلى دواداريّته، ودام إلى أن تسلطن، فأراد أن يصيّره دوادارًا ثانيًا، فعارضه تمراز في ذلك، ووُلّي الدوادارية، وأمّده أستاذه عشرة، وصيّره دوادارًا ثالثًا. ثم لما غضب على تمراز وأخرجه مَنَفّيًا نقل بُردُبك هذا إلى الدوادارية الثانية، عِوَضًا عنه، على ما بيّنّا ذلك فيما تقدّم، فباشر بُردُبك هذا الدوادارية الثانية مباشرة حسنة، وعظُم قدْرُه بها جدًّا،


(١) كلمتان ممسوحتان.
(٢) ما بين القوسين ممسوح، أثبتناه من المصادر.
(٣) انظر عن (بردبك القبرسي) في: النجوم الزاهرة ٦ - / ٣٣٥، ٣٣٦، والضوء اللامع ٣/ ٤ - ٦ رقم ٢٠، ووجيز الكلام ٢/ ٧٦٥ رقم ١٧٦٣، والذيل التام ٢/ ١٨٠، ونيل الأمل ٦/ ١٩٥، ١٩٦ رقم ٢٦٠١، والمجمع المفنّن ٢/ ١٨٦ رقم ٩١١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٣، ٤٢٤.
(٤) في الأصل: "وآخرين".
(٥) في الأصل: "ثلاث".
(٦) في الأصل: "اثنتين".
(٧) الاسم ممسوح في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>