للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعرف من هو، مع وصوله هذا المنصب الجليل، ولا عرفت أنْ أَوَ قَعَ اسمُه على مسمّاه، مع معرفتي بكثير من الأتراك، وتفتيشي على تراجمهم كبارًا وصغارًا، وما عرفت هذا في الصغار، وهذا دليل ظاهر على كَونه وضيع القدر قبل ذلك. وباشر نيابة حلب إلى أن ولّاها الظاهر خُشقدم كما قلناه لبُردُبك البَجْمَقْدار، وبعث لجانبك هذا يستقدمه إلى القاهرة على تقدمة بُردُبك المولّى حلب، فاتفق وصول الخبر بموت تَنَم الماضي ذكره، فاستقر السلطان بصاحب الترجمة في نيابة الشام، وكتب تقليده إليه بذلك، وجُهّز إليه مع تشريفه ومركوبه، فاتفق أنْ بَغَتَه أجَلُه قبل وصول الخبر إليه بذلك، ووصل الخبر إلى حلب في ثاني يوم موته، فكان في ذلك من غريب الاتفاقات النادرة.

وكان جانبك هذا متوسط السيرة في غالب أحواله وولاياته، يصلح أن يقال كان لا بأس به، لكنه وُلّي غالب ما ولّيه ببذل المال، فقسا وظلم زيادةً عن غيره لأخذ ما بذله من غير وجهه. وكان يُلمز باستعمال القاذورة (المسَمّاة بالحشيشة) (١) فإن صحّ ذلك فهو من نوادر الأتراك في ذلك، واللَّه أعلم بصحة ذلك.

(وكان لما بلغه عزْلُه) (٢) عن حلب وطلبه التقدمة بالقاهرة تهيّأ للخروج منها، (وبينا هو في أثناء) (٣) ذلك قبل أن يخرج من دار سعادتها تمرّض بعض أيام.

توفي يوم الخميس ثامن جماد الآخر.

وله نحو السبعين سنة أو أكملها.

ويقال إنه ( ......... ) (٤) كونه عُزل عن حلب وبه مات، واللَّه أعلم. وهو من الأصاغر الذين قرّبهم خُشقدم ورفعهم، وعيب عليه ذلك غاية كون نيابة حلب، بل ودمشق تولَّى إلى ( ............ ) (٥) وعزله الأعيان الأكابر، وعُدّ ذلك من سيّئات الظاهر.

٢٢١ - جانبك الظاهري (٦).


(١) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، أثبتناه من المجمع المفنّن ٢/ ٣٩٨.
(٢) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، أثبتناه من المجمع المفنّن ٢/ ٣٩٨.
(٣) ما بين القوسين ممسوح في الأصل، أثبتناه من المجمع المفنّن ٢/ ٣٩٨.
(٤) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٥) مقدار أربع كلمات ممسوحة.
(٦) انظر عن (جانبك الظاهري) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٣٣، وإنباء الهصر ٤٦٠، والضوء اللامع ٣/ ٥٧ رقم ٢٣٣، ونيل الأمل ٦/ ١٨٣ رقم ٢٥٨٧، والمجمع المفنّن ٢/ ٣٩١، ٣٩٢ رقم ١١٧٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>