للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقالوا: لا يمكن من تجهيزه وإخراجه إلّا إذا غُلّقت ديونُنا المرتّبة بذمّته. وثارت العامّة أيضًا لما رأوا ذلك وقالوا: ونحن أيضًا ما نمكّن من دفنه حتى يعادلنا ابن شبل إلى الحسبة، وكان قد صرفه تَنَم هذا عنها، ولا زال بعض الناس يتلطّف بهم حتى دُفن بعد أيام على ما ذكره الجمال يوسف بن تغري بردي (١).

وقد سألت أنا عن ذلك فقيل لي: لم يعوّق ولا تمام اليوم، بل عُوّق إلى حين اتفاق الحال على عمل مصالح أهل الجوامك والعامّة، وما حرّرت ذلك.

وترك ولديه: محمد وفرج وسيأتيان. وكان فَرَج من زوجته سلطان نبخ المدعوّة دولات قريبة الظاهر الماضي ذكرها.

وكيفية زواج تَنَم هذا لها في محلّه، وهي موجودة الآن.

وكان سِنّه -أعني تَنَم- يوم مات نحو السبعين سنة إن لم يكن أكملها.

٢٢٠ - جانبك التاجي (٢)، المؤيّدي.

نائب حلب والشام، المعروف بنائب بيروت. رواه بعض المؤرّخين، والمرشح لنيابة الشام. قول مُهمَل فإنه ما رُشح لها فقط بل وُلّيها. وخرج له الأمر بذلك غاية ما في الباب، باب قبل مباشرتها ووصول ذلك إليه، لكنه مات وهو متولّيها على ما عرفت ذلك في المتجدّدات من هذه السنة.

كان جانبك هذا من مماليك المؤيَّد شيخ، ومات أستاذه وهو من جملة الجَمْدَارية، ثم صُيّر خاصكيًا بعده، ثم أُخرج في أوائل دولة الظاهر جقمق على نيابة بيروت، أظنّ في تلك الكائنة اتي جرت بعد قتل ابن (٣) بشارة الماضي ذكرها في محلّها، ثم نُقل إلى نيابة صفد، ثم حماة، وذلك ببذل المال لا بالاستحقاق الذي اصطلح عليه الأتراك، فإن جانبك هذا لم يكن له ذكر في الدول، بل ذِكْره مقدار يشهد به، ثم نُقل من حماة إلى نيابة حلب بعد موت الحاج إينال اليشبُكي وكان من مقولته، بل كان الحاج إينال أمثل منه، وله شُهرة وذكر.

وكنت أنا في أيام ولايته لحلب بالمغرب، وبلغني ولايته، فبقيت متحيّرًا لا


(١) في النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٣٠ - ٣٣٢.
(٢) انظر عن (جانبك التاجي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٥ و ٣٣٢، وإظهار العصر ٣/ ٢٤ و ٣٠٠، والضوء اللامع ٣/ ٥٥، ٥٦ رقم ٢٢٠، والتبر المسبوك ٣/ ٥١ و ٨٥، ووجيز الكلام ٢/ ٧٦٤، ٧٦٥ رقم ١٧٦٢، والذيل التام ٢/ ١٨٠، ونيل الأمل ٦/ ١٨٥ رقم ٢٥٨٩، والمجمع المفنّن ٢/ ٣٩٧، ٣٩٨ رقم ١١٨٤، وحوادث الزمان ١/ ١٦٥ رقم ٢٠٥، وإعلام الورى ٦٣، وبدائع الزهور ٢/ ٤٧١.
(٣) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>