للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمد بن عبد العظيم بن عبد المنعم بن يحيى بن الحسن بن موسى بن يعقوب بن نجم بن عيسى بن شعبان بن عيسى بن داود بن محمد بن (نوح بن) (١) طلحة بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق بن أبي قحافة البكري، المصري، المالكي.

الشيخ الإمام، العالم، العامل، الفاضل، البارع، الكامل، الريّس، الأجلّ، نجم الدين، المعروف بابن عبد الوارث.

ولد في ثالث ذي الحجة سنة ثلاثٍ وثمانين وسبعمائة بمصر، وبها نشأ (٢). فحفظ القرآن العظيم، و"الإلمام" لابن دقيق العيد، وابن (٣) الحاجب الفرعي، وعرض على شيخَي الإسلام: السراجَين البُلقيني، وابن (٤)، الملقّن، والناصر التّنّيسي (٥)، والجمال الأفقهسي. واشتغل بالعلم فأخذ عن جماعة منهم الأخيرين، وسمع الحديث على الصلاح الزفتاوي، والنجم البالسي، والناصر بن الفرات، والزين العراقي، وآخرين. ولازم الاشتغال ودأب وجدّ واجتهد وبرع، وشهر بالفضيلة، وعُرف بالخير والديانة والصلاح والقيام في اللَّه تعالى بقلبه وقالبه، وناب في القضاء قديمًا عن الوليّ ابن (٦) خلدون فمن بعده، ثم ناب عن القضاة الشافعية أيضًا ببلاد الصعيد بمُنْية ابن (٧) خصيب عن الجلال البُلقيني فمن بعده، واختصّ به شيخ الإسلام الحافظ ابن (٨) حجر، وفوّض إليه جميع ما فوّضه السلطان إليه.

وكان عالي الهمّة، وافر الحُرمة، نافذ الكلمة، ذا سطوة ونجدة وغلبة على أهل العناد، لا سيما في بلاد الصعيد جميعها، وخصوصًا عند كُتّابها ومباشريها ومشايخ عربانها وأمرائهم، فما ظنّك بمن عداهم. وكان يكثر ترداده ببلاد الصعيد لتعلّقات له بها وللنظر في مصالح المسلمين، فلا يزال يطوفها وينظر في كثير من مهمّات المسلمين وأمورهم، مع التواضع الزائد، والعفّة والنزاهة، والديانة والأمانة، وهضم النفس واطّراحها. وله في ذلك أخبار يطول الشرح في ذكرها، وكذلك في قيامه في الحق، وإقماع المفسدين. ولم يزل على ذلك لا تأخذه في اللَّه لومة لائم.

حتى توفي في يوم الجمعة خامس عشر ذي القعدة.


(١) ما بين القوسين عن الهامش.
(٢) في الأصل: "نشاء".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "التنسي".
(٦) في الأصل: "بن".
(٧) في الأصل: "بن".
(٨) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>