للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولقد رأيته وعليه الأمن والخَفَر، مع ما كان عليه من تمتّعه بإحدى عينيه، رحمه اللَّه تعالى.

٢٣٥ - علي بن جمعة (١) بن أبي بكر البغدادي، الخُريزاتي.

نزيل القاهرة.

ولد في سنة خمسين وسبعمائة أو بعدها بيسير.

وكان والده خادم مقام الإمام أحمد بن حنبل ببغداد، وكان من كبار الصالحين، وممن تخضع له الأُسُودة ويركبها.

قدم ولده علي هذا إلى القاهرة وقطَنَها، وتَعَانَى التكسّب تحت المدرسة الظاهرية العتيقة في عمل الشريط والحفر. وكان صالحًا ديّنًا مواظبًا على الأذكار والأوراد. وله في قصد الأسودة له ( … ) (٢) عصاتين ( ...... ) (٣) به في الملأ العام من الناس بالقاهرة بين القـ (ــصرين) (٤) مشهورة شاهدتها غير ما مرة والكثير من الناس، فلا أشك في خيره ودينه وصلاحه، من ذلك إنه كان إذا اجتيز بالأسد عليه وهو جالس بمقعده تحت الظاهرية، انحاز إلى جهته مع كونه مغلولًا، وانجذب حتى يقصده، ثم يعانقه ويمرّغ رأسه عليه، ويحوّل رأسه ووجهه من جهة يمينه إلى جهة يساره وبالعكس، وهو كالخاضع المستكِن له. وكانت الناس تجتمع عليه حين مرور الأسد به لرؤية ذلك، ويتعجّبون منه، وصار هذا دأب الأسد كلما اجتاز به، فصار هو يتضرّر من ذلك لكثرة اجتماع الناس عليه في ذلك، ثم صار بعد ذلك إذا أحسّ بمجيء الأسد قام من حانوته فدخل الظاهرية إلى أن يجوز الأسد، ليعود إلى الحانوت. وكان عنده ما يشبه البَلَه. وله حُسن اعتقاد وسلامة فطرة. وبالجملة فكان في قصته الشاهدة مع الأسد نادرة من العجائب. فيقال إنهم مع الأُسودة هكذا خَلَفًا عن خَلَف وذلك مشهور عنهم.

توفي صاحب القصة بالقاهرة في عاشر رمضان.

٢٣٦ - عبد العزيز بن أحمد (٥) بن علي بن أبي بكر بن أبي السعادات بن


(١) انظر عن (علي بن جمعة) في: الضوء اللامع ٥/ ٢٠٩، ٢١٠ رقم ٧٠٢، وعنوان الزمان ٤/ ٣١ - ٣٤ رقم ٣٦٥.
(٢) كلمة ممسوحة.
(٣) كلمتان ممسوحتان.
(٤) كلمتان ممسوحتان.
(٥) انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في: عنوان الزمان ٣/ ١١٥، ١١٦ رقم ٣٠٠، والضوء اللامع ٤/ ٢١٢ رقم ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>