كتاب الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم

ذكر نبذ من تراجم الأعيان ووفياتهم في هذا الزمان سنة ٨٦٨ - (ترجمة أبي الفضل) - ج: 2 - ص: 367

العارف، شمس الدين، صاحب الزاوية، الماضي ذكره في محلّه في تراجم سنة سبع (١) وأربعين من تاريخنا هذا.

ولد الشمس صاحب الترجمة في سنة () (٢) بالقاهرة، وبها نشأ. فحفظ القرآن، وعدّة متودن، واشتغل شيئاً، وأخذ عن أبيه في طريقه، وسمع الحديث، وخَلَف والده في زاويته، وصار يحض (٣) الناس على طريقة أبيه (٤)، وإليه التكلّم على الزاوية وأوقافها، وخرج مرة لبعض جهات الوجه البحري وعاد من سفره موعوكاً فنزل بدارهم بجزيرة أرْوَى المعروفة بالوسطى، فاتفق أن بَغَتَه أجله بها. وكان من أهل الفضل، وله مشاركة في أشياء، ولم يكن بالخالي من الفضيلة.

قال ابن (٥) تغري بردي (٦): لكنه لم يكن أميناً على الأوقاف.

وذكره بعضهم فقال: وكان من المخلّطين، واللَّه أعلم.

توفي بالجزيرة المذكورة في ليلة السبت ثامن ذي الحجة.

وحُمل من الجزيرة في بكرة يوم السبت وجُهّز، وصُلّي عليه، ودُفن بزاوية أبيه.

وترك ولده الشاب المشتغل المحصّل أبا (٧) اليَسَر محمد (٨)، وهو إنسان حسن، ساكن، ولد سنة اثنتين (٩) وخمسين وثمانمائة، ونشأ نشأة حسنة فحفظ

---

(١) ضاعت ترجمته في جملة ما ضاع من حوادث ووفيات سنة ٨٤٧ هـ. وهو: محمد بن حسن بن علي التيمي، الشاذلي، الحنفي، انظر عنه في: النجوم الزاهرة ١٥/ ٥٠٠، وإنباء الغمر ٤/ ٢٢٢ رقم ١١، ونزهة النفوس ٤/ ٢٩٢ رقم ٨٤٩، ووجيز الكلام ٢/ ٥٩١، ٥٩٢ رقم ١٣٦٤، والتبر المسبوك ٨٤، والذيل التام ١/ ٦٤٣، وحُسن المحاضرة ١/ ٥٢٩، ونيل الأمل ٥/ ١٧٤ رقم ٢٠٤٠، وبداثع الزهور ٢/ ٢٣٨.
(٢) بياض في الأصل.
(٣) في الأصل: "يحظ".
(٤) ذكر السخاوي في الضوء اللامع ٩/ ٧٥، ٧٦ رقم ١٩٨ ما يلي: "محمد بن محمد بن حسن بن علي، خير الدين، أبو الخير القاهري، الشاذلي، الماضي أبوه. ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة. وهو ذو وجاهة وسمت وتوجّه للوعظ على طريقة أبيه". والنفس تميل إلى أن صاحب الترجمة هو المقصود، وإن كان لقبه وكنيته مختلفين.
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) في النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٣٤.
(٧) في الأصل: "أبو".
(٨) هكذا في الأصل. وفي الضوء اللامع ١١/ ١٥١ رقم ٤٩٣: "أبو اليسر بن أبي الفضل هو أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن حسن الحنفي الماضي أبوه وجدّه. ولد سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وحفظ القرآن وغيره، واشتغل ولازم السيفي الحنفي ولذا".
(٩) في الأصل: "سنة اثنين".