للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجواري موارياً لنقبه، حتى تهيّأ لهم ذلك، واتصل الثُقْبان، وكان ذلك في رمضان في آخر لياليه، فخرج العزيز من النقب ( … ... ) (١) عرياناً مكشوف الرأس، وزَيّاه إبراهيم الطبّاخ بزِيّ صبيان الملفدارية ( … ... ) (٢) على رأسه بالطعام، وأنزله من القلعة بين المغرب والعشاء في الغَلَس الكائن بعد المغرب. ولما نزل وجد طوغان (٣)، وأزدمر (٤)، وصندل، وشِرْذمة قليلة من الأشرفية ( … ) (٥) صندل قد قرّر عند طوغان، وهرب بروحه، وقرّروا أنهم يقومون معه من غير أن يتشاوروا في ذلك مع الأكابر والأعيان من الأشرفيّة، ومن غير رأي ولا تدبير سديد ( … ) (٦) نزول العزيز. ولما رأى العزيز ذلك أنكره ونَهَرَ صندل، وكان في ظنّه أنه في ساعة خروجه ( … ... … ) (٧) الظاهر حتى يعود هو إلى ملكه، ولما لم يجد شيئاً من ذلك، عَزم على عَوده لمكانه، فلم يمكنه ذلك، فندم على نزوله على هذا الوجه غاية الندم، فأخذ طوغان يُطمئنه ويَعِده ويُمنّيه، ثم أخذ في تدبيره في التوجّه إلى بلاد الصعيد بمن معه من الجماعة الأشرفية، ليُعْلمهم بأن يحضروا إليه حتى يقوموا معه، ثم توجّه من ساعته، وجرت عليه أمور، وكان له قصّة يطول الشرح في ذِكرها آل فيها الأمر إلى قتْله موسَّطاً شرّ قتْلة، ثم دخل جماعة من الأشرفية إلى إينال الأشرفي، وكان قد عيّن لإمرة الحاجة، فأخبره بالكائنة ليتأهّب للقيام مع العزيز، واختفى العزيز ببعض الدُّور بالمضيّع. ولما بلغ إينال ذلك وعده بالخيل، وعرف ذلك هذا مما يؤذن إلى التشويش عليه، فاختفى لوقته لئلّا يتنبّه الظاهر إلى شيء. ولما أصبح النهار، واتفق أنه لم يُرَ هلال الفِطر، خرج الظاهر ليركب ولا علم عنده بما وقع ( ...... ) (٨) وأمر السلطان ونهى، وعيّن التجاريد إلى البلاد الشامية لأجل إينال الجَكَمي، وتَغْري بَرْمش، وكانا قد قاما بتلك البلاد، وخرجا عن طاعة الظاهر، ودعيا للعداءات.

وبينا الظاهر في أثناء ذلك، إذ بلغه خبر تسحُّب العزيز، فحصل عنده


(١) كلمتان ممسوحتان.
(٢) كلمتان ممسوحتان.
(٣) هو طوغان الأشرفي. (نيل الأمل ٥/ ٧٣) وهو قُتل سنة ٨٤٢ هـ. ويُدعى طغان الزردكاش. (السلوك ج ٤ ق ٣/ ١١٢٧، ونزهة النفوس ٤/ ٩٢ - ٩٤، ونيل الأمل ٥/ ٨٠، ٨١ رقم ١٩٢٧، وبدائع الزهور ٢/ ٢١٣).
(٤) انظر عن (أزدمر) في: نيل الأمل ٥/ ٣ و ٨١.
(٥) كلمة ممسوحة.
(٦) كلمة ممسوحة.
(٧) مقدار ثلاث كلمات ممسوحة.
(٨) مقدار كلمتين فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>