للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفي في ليلة السبت سابع جماد الأول بوادي الآثار (١) خارج مكة، وحُمل منها إلى مكة على الرقاب، في بقيّة ليلته، حتى أصبح بمكة، فأُدخِل به إلى الدار التي أنشأها أستاذه محمد بن بركات (٢) بمكة، فغُسّل بها وجُهّز وكُفّن، وأُخرجت جنازته حافلة جدًّا، وحضرها السيد محمد (٣) المذكور، ومشى أمام نعشه، وصلّى عليه بعد صلاة الصبح بالمسجد [الحرام] (٤)، ودُفن بالمعلّاة، وتأسّف الناس على فَقْده لخيره وجودته.

واسمه بالباء الموحّدة المضمومة، وبعدها دال مهملة مفتوحة، ثم باء آخر الحروف ساكنة، ثم دال ثانية، وهو على صفة المصغّر، ويشبه أن يكون تصغير بُدّ.

٢٦٣ - بُطا الناصري (٥)، الخازندار.

أحد الخمسات.

(كان من مماليك) (٦) الناصر فرج بن برقوق، ومن خاصكيّته، وصُيّر خازندارًا صغيرًا في دولته، وكان مختصًّا به، وله ذِكر وشُهرة في أيامه. ولما قُتل اختفى، ثم فرّ لبلاد المشرق، وجال الكثير منها حتى مات المؤيَّد، وتسلطن الأشرف بَرْسْباي، فظهر بُطا هذا من اختفائه. وكان قد قدم القاهرة في أواخر دولة المؤيَّد، من غير أن يُشعر به، فأعاده الأشرف إلى الخاصكيّة كما كان، ودام إلى سلطنة الظاهر جَقْمق، فزاد في إقطاعه، وصيّره من الخمسات، واستمر كذلك حتى بَلَغَه الأجل.

وكان إنسانًا حسنًا، عاقلًا، خيّرًا، ديّنًا، ساكنًا، متواضعًا.

وهو ثاني من علِمْنا بأنه يُسمّى بهذا الاسم في هذه الدولة التركية، والأول بُطا الدوادار المشهور.

توفي بُطا هذا في حدود هذه السنة فيما أُخبرت.

واسمه مفرَد بلغة التُرك، ومعناه الغَرَضَ الذي يُرمى عليه.


(١) ممسوحة في الأصل، والمثبت من: المجمع المفنّن ٢/ ١٨٥.
(٢) انظر عن (محمد بن بركات) في: الضوء اللامع ٧/ ١٤٩ - ١٥٣ رقم ٣٧٧.
(٣) في المجمع المفنّن ٢/ ١٨٥ "وحضرها السيد حسن المذكور".
(٤) ممسوحة في الأصل.
(٥) انظر عن (بُطا الناصري) في: نيل الأمل ٦/ ٢٢٠ رقم ٤٦٢٤، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٤٥، ٢٤٦ رقم ٩٨٧، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣١.
(٦) ما بين القوسين مكرّر في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>