للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأشرف إينال، وصودر بُردُبك ووُجد له عند عيسى هذا مال له صورة، على ما تقدّم ذلك في محلّه في مصادرة بُردُبك، في متجدّدات سنة خمسٍ وستين، وأُخرج عيسى هذا إلى بلاده، فقدم إلى طرابلس الغرب وأنا بها في سنة ثمانٍ وستين، ثم ذهب إلى تونس، ورأيته أنا بطرابُلُس، وبوجهه آكلَة أخذت أنفه وما إلى جانبه من أحد جهات وجهه.

وتُوُفّي بأعمال تونس في هذه السنة، وله زيادة على السبعين سنة.

وكان الناس في أمره على قسمين، والظاهر أنه كان صاحب مُحال لا حال، ولم يكن خاليًا من فضيلة وعِلم شيء من العلوم المخفيّة من الاستخدامات ونحوها. والله أعلم.

٢٧٦ - قانِبَاي البَكْتَمُري (١) نائب البيرة المعروف بطاز.

كان من مماليك بَكْتَمُر جُلَق نائب الشام، وهو مشهور الترجمة، ونزل مملوكه هذا بعده في ديوان الجُند السلطاني، ودام كذلك مدّةً مطوّلة في عدّة دُوَل، حتى تسلطن الظاهر خُشقدم، فولّاه نيابة قلعة صفد، ثم نقله إلى نيابة البيرة، على ما أسلفْنا ذلك، وبها بَغَتَه أجَلُه.

وكان إنسانًا ساكنًا، يقال: إنه لا بأس به، ولم أعرفْه، ولا عرفتُ شيئًا من حاله، لأنه اشتهر ومات في غيبتي بالبلاد المغربية، وإنما أُخبرت به بعد عَودي.

توفي في أحد الربيعين من هذه السنة، وهو يقرب من الثمانين.

٢٧٧ - قجماس المؤيَّدي (٢).

أحد الخمسات.

كان من مماليك المؤيَّد شيخ، وصُيِّر خاصكيًّا في دولة الظاهر جقمق، ودام على ذلك إلى سلطنة خُشداشه الظاهر خُشقدم، فصيّره من الخمسات لضيق الأقاطيع، ووعده بعد ذلك بترقيته، فلم يلبث بعد الوعد أن بَغَتَه أجَلُه.

وكان شيخًا وجيهًا من القرانصة الأغوات، وله تؤدة وسكون، وحُسن سمت.

توفي في حدود هذه السنة، وقد جاوز الثمانين أو بلغها.

واسمه بالتركي معناه: "ما يَهْرب"، أي بالنفي، فإن "قَجْ" معناه: الهروب، و"ماس" كما أو لا النافية في لغة العرب.


(١) انظر عن (قانباي البكتمري) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٣٨، ونيل الأمل ٦/ ٢٠٤ رقم ٢٦١٠، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٦، ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع.
(٢) انظر عن (قجماس المؤيّدي) في: نيل الأمل ٦/ ٢٢٠ رقم ٢٦٢٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>