للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإذا خفت فابك لُطْفه تلْق نجاءك … فهو ذو جود إذا مارُمت منه الخيرَ جاءك

لا تُرائي الناس بالمدح لهم واترُك هجاءك

ومنه وأجاد:

أُقسمُ باللَّه العليّ العظيم … مكوّنِ الكَوْنِ العزيز العليمْ

ما تعدل الدنيا لدى عاقلٍ … خضوعَه فيها لنذْلٍ لئيمْ

فكن فتًى حُرًّا أخا هِمّةٍ … عالية واقْفُ الصراطَ المستقيمْ

ولا تعوّلْ في الذي تبتغي … إلّا على الله الجوادِ الكريمْ (١)

ومنه مضمن:

كل الذين قد رأيتَ فإن … وكلّ جَمْع إلى افتراق

فثِقْ بباقٍ بلا زوال … واعمل لما سر في التلاق ي

واقصدْ به الله لا سواهُ … ما كان للَّه فهو باق ي

ومنه وهو ضدّه:

الناس لا يرجوهُمُ ويخافهم … إلّا جَهُولٌ أو ضعيفٌ ولاهِ

فاترك مخافتَهم وخلِّ رجاءهم … وعن الإله فلا تكنْ باللاهي

فالله أَوْلَى أن يخاف ويُرتَجَى … فأَنِبْ إليه إنابة الأوّاهِ

وإذا بدتْ لك حاجةٌ وضرورةٌ … فالْجأ (٢) إلى ملكٍ عظيم الجاهِ

ربِّ كريم مُنعمٍ متفضّلٍ … عالٍ عن الأمثال والأشباهِ

لا يستطيع بأن يعارض حكمَه … وقدْرَه من أمير أو شاهِ

والنفس فاقْمَعْها فما يُعْميك عن … طُرُق الهدى وسلوكها إلّا هي

وانظُرْ إلى ما قاله ذو فطنةٍ … عمّا يحبّ الله ليس بساهَ

نزّهتُ نفسي في الحوائج عنهم … فحوائجي بيني وبين اللهِ

وهذا ما حضرني الآن من كلماته البليغة الفصيحة، التي قالها على سبيل النصيحة.

وأمّا ما قال من رقيق الغزَل والنسيب، الذي هو كنسيم أيضًا نسيب، فشيء كثير، غزير شهير.

وكان يخطب غالباً بخُطَبٍ من إنشائه، ولا بِدْع، فإنّ أباه قبله كان كذلك.


(١) الأبيات في عنوان الزمان ٢/ ١٧.
(٢) في الأصل: "فالجاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>