للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاحب الترجمة، بل رُمي بأشياء في أيام قضائه، وما حُمدت سريرته، وتأثّر ابن (١) حامد من كونه يُعزل بمثل هذا، لا سيما لما بلغه بأنه حمل رشوة قرّرها على نفسه وقيمتها، وهي أربعمائة دينار، قدّمها وقرّرها في كل سنة عليه، فحصل على صاحب الترجمة بسبب ذلك مرض نفسانيّ من القهر، أدّاه إلى التمرّض بالمرض الجثماني، ثم تنقلت به فيه الأحوال، إلى أن توفي بغتة في هذه السنة، وما حرّرتُ شهر وفاته.

٣١٤ - فَرَج (٢) ابنة السلطان الظاهر أبي (٣) سعيد خُشقَدَم.

الطفلة الجنانية.

ولدت في أثناء سنة خمس وستين وثمانمائة.

من أمّ ولد سريّة للسلطان اسمها سورباي. وكانت الخَوَنْد الكبرى في هذه السنة، وهي التي تقدّم ذِكرها غير ما مرة، بل وترجمناها، وكان السلطان يأنس بهذه الإبنة ويحبّها جدًّا، لكونها أكبر أولاده من الذكور والإناث، فأسِف عليها جدًّا حين ماتت، حتى أبطل خدمته يوم الإثنين من كثرة أسفه عليها، واشتغال باله بها، وحزنه عليها الحزن الشديد الذي ما عُهد بمثله من سلطان على ولدٍ له كبير ذَكَر، فضلاً عن أنثى صغيرة، وعُدّ ذلك من النوادر، وكذلك جرى لأمّها، فإنها وجدت عليها وجْداً عظيمًا حين ثُكِلت بها، حتى نزلت إلى قبرها، وذلك بخلاف عادة الخَوَندات.

وتوفيت فرج هذه في يوم السبت سابع عشر ذي الحجّة.

وجُهّزت وأُخرجت جنازتها، وصُلّي عليها تحت طبقة الزمام تجاه باب السعادة، وتقدّم في الصلاة عليها الخليفة الإمام المستنجد باللَّه أبو المظفّر يوسف (٤) أمير المؤمنين، وحُملت إلى تربة أبيها بالصحراء فدُفنت بها،


(١) في الأصل: "بن".
(٢) انظر عن (فرج بنت خشقدم) في: الضوء اللامع ١٢/ ١١٤ رقم ٦٩١، ونيل الأمل ٦/ ٢٤٥ رقم ٢٦٥٤، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٠.
(٣) في الأصل: "أبو".
(٤) هو يوسف بن محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد بن حسين المستنجد باللَّه. توفي سنة ٨٨٤ هـ. انظر عنه في: وجيز الكلام ٣/ ٩٠٣ رقم ٢٠٥٤، والذيل التام ٢/ ٣٢٦، والضوء اللامع ١٠/ ٣٢٩، ٣٣٠ رقم ١٢٤٧، والأنس الجليل ٢/ ٤٤٧، ٤٤٨، وتاريخ الخلفاء ٥١٣، ٥١٤، وحُسن المحاضرة ٢/ ٩١، ٩٢، ونيل الأمل ٧/ ٢٢٦، ٢٢٧ رقم ٣١٠٤، وحوادث الزمان ١/ ٢٢٩ رقم ٢٩٧، وبدائع الزهور ٣/ ١٥١، ١٥٢، وشذرات الذهب ٧/ ٣٣٩، وأخبار الدول ٢/ ٢٢١، والأعلام ٨/ ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>