للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودامت القرّاء بالأجواق عند قبرها أسبوعاً، وعُملت لها المآتم.

٣١٥ - قاسم بن تمرباي (١) الجركسي الأصل، القاهري، الحنفي، زين الدين.

أحد الحجّاب بالقاهرة.

ولد بُعَيد العشرة وثمانمائة بالقاهرة.

وبها نشأ (٢) صيّناً، كيّساً، عارفاً، ذكيّاً، فقرأ شيئًا من القرآن وشيئاً من الرسائل الفقهية، وحضر بعض الدروس، ونظر في كثير من كتب الأدب. (وسمع الحديث على الحافظ ابن (٣) حجر وغيره) (٤). ولما مات والده تمرباي وكان من الخاصكية من الظاهرية البرقوقية تعانى ولده هذا صناعة الخياطة في بعض الحوانيت.

وكان بينه وبين الوالد صحبة أكيدة، وكان الوالد يجالسه كثيراً وما مَن في حانوت خياطة تجاه درب الحزام، حيث كان يسكن الوالد إذ ذاك. ولما أن تنقّلت بالوالد الأحوال بالإسكندربة إلى أن ولي نيابتها، بعث إلى القاهرة بطلب قاسم هذا وصيّره دواداره، واختص به لعقله ولفهْمه و ( … ) (٥) وحُسن سمته وتؤدته وسكونه، وشُهر بالإسكندرية وذُكر، وأحسن ( … ) (٦) في دواداريّته، وشُكرت سيرته، وتردّد إلى القاهرة في كثير من المهمّات، وعرّفه ( … ) (٧) دونه. ثم تنزّل بعناية الوالد في بيت السلطان من جملة الجند، وتولّى الخاصكية بعد ذلك، وأُقطع إقطاعًا جيدًا، ولا زال حتى صُيّر من جملة الحجّاب بالقاهرة، وصحب الأتابك تَنِبَك البُرْدُبَكي وغيره من أعيان الأمراء وأرباب الدولة. وحج غير ما مرة آخرها في دولة الظاهر خُشقَدم. ولما عاد كلَّم الوالدُ السلطانَ في جبر خاطره بشيء يُلبسه إيّاه، فأجابه إلى ذلك وألبسه سلّارياً (٨) من ملابيسِه لما طلع إليه حين قدومه من حجّه. وحُمدت سيرته في حجوبيّته.

وكان إنسانًا حسنًا، أدوبًا، حشمًا، حسن السمت والملتقى، ذا فصاحة وبِشر وبشاشة ومعرفة.


(١) انظر عن (قاسم بن تمرباي) في: نيل الأمل ٦/ ٢٤٧ رقم ٢٦٦١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤١.
(٢) في الأصل: "نشاء".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) ما بين القوسين من الهامش.
(٥) كلمة ممسوحة.
(٦) كلمة ممسوحة.
(٧) كلمة ممسوحة.
(٨) السلّاري: ويُلفظ أيضًا بغلوطاق. لفظ فارسي بمعنى الثوب بدون أكمام يُلبس تحت الفرجية (الصدرية مفتوحة الصدر) مصنوع من القطن البعلبكي الأبيض، أو جلد السنجاب أو الحرير. (معجم المصطلحات ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>