للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما ذكره الجمال يوسف بن تغري بردي (١) عند ذكره هذا المحل في ترجمة بَرْسْباي هذا من قوله، وليت الظاهر خُشقدم عرف له ذلك، بل أخرجه بعد قليل إلى نيابة طرابلس، ثم إلى نيابة الشام كلام فيه من عدم المعرفة ما لا يخفى، كيف ما عرف له ذلك، ولم يعترف بسوء، وبقاه على الأميراخورية. من ثم نقله إلى أعلى منها وهي نيابة طرابلس، على ما اعترف به القائل بأنه ما عرف له ذلك. ثم نقله إلى نيابة الشام، وأيّ تقدمة أعظم من هذا؟ ولم يؤذه ولا سجنه ولا أخرج عنه شيئًا. ثم لما مات تنَم نائب الشام نقله من طرابلس إلى نيابة دمشق، وهي من غرائبه ونوادره.

ويقال: إنه بذل مالًا في ذلك، ولم تطُل مدّته بدمشق بعد دخوله إليها بل مرض بها، وطال من فيه، حتى بغته الأجل.

وكان رجلًا شهمًا، سيوسًا، عاقلًا، عارفًا عنده مكر وخداع وحِيَل، وله تديّن، وكان عفيفًا عن المنكرات والفروج، لكنه لم يكن بالعفيف عن الأموال، وكان لا يبالي من أين يجمعها، مع بُخل وشُحّ زائد عنده.

وكان من أصحاب الوالد وأحبابه.

توفي في يوم الإثنين ثامن عشر شهر صفر، (وذكر بعضهم وفاته ليلة الأربعاء أحد عشرينه) (٢).

وقد جاوز السبعين سنة.

وله تربة أنشأها بالصحراء، ودُفن ( … ... ) (٣) بتربة المُنَجّا بمقبرة باب الصغير (٤).

٣٣٤ - تمراز الإينالي (٥)، الأشرفي.

نائب صفد، والدوادار الثاني من قبل ذلك.

كان من مماليك الأشرف بَرْسْباي وخاصكيّته، وصُيّر من الزَرَدكاشية في دولة


(١) في النجوم الزاهرة ١٦/ ٢١٣.
(٢) ما بين القوسين عن الهامش.
(٣) كلمتان ممسوحتان.
(٤) بعدها يوجد بياض مقدار ثلاثة أسطر.
(٥) انظر عن (تمراز الإينالي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٥٣، ووجيز الكلام ٢/ ٢٨٩ رقم ١٨١٩، والضوء اللامع ٣/ ٣٦ رقم ١٥١، والذيل التام ٢/ ٢٠٦، وحوادث الدهور ٥٩٦ - ٥٩٨، والدليل الشافي ٢/ ٢٢٧، وإظهار العصر ٢/ ٣٠، ونيل الأمل ٦/ ٢٥٧ رقم ٢٦٧١، والمجمع المفنّن ٢/ ٣١٣ - ٣١٥ رقم ١٠٨٠، وحوادث الزمان ١/ ١٧٨ رقم ٢٣١، وبدائع الزهور ٢/ ٣٤٦، وتاريخ طرابلس ٢/ ٨١ رقم ٣٠ و ٣١، ومملكة صفد ٢٩٧، ٢٩٨ رقم ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>